نبيل هرباز
طبعا أنتم لستم في حاجة للأقول لكم ، أن عنوان المقال ماهو إلا بيت شعر، من أشعار شاعرنا الرائع و المتميز أبو الطيب المتنبي و
لا أخفيكم أن هذا البيت خالج خاطري وتذكرته مباشرة بعدما رأيت كل منابر إعلام الجزائر تتهافت…، وتتسابق على نشر صورة وضعية انحناءة للشاب محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة… ، إنحناءة أراد بها صاحبها أن يتواصل في الحديث مع عجوز المرادية عبد المجيد تبون رئيس دولة الجزائر، فانحنى عليه بتواضع كبير تشي به رفعة المنصب الذي يشغله الرجل، وسمو مكانته الدولية ، لتؤكد دماثة أخلاقه التي ورثها عن معلمه ووالده الشيخ زايد رحمه الله … ،و الذي اثار حفيظتي هو مارافق هذه الصورة من تعليقات غبية، واستغلال إعلامي بشع ، بعدما انتشرت فجأة إنتشار النار في الهشيم، لتتزاحم فجأة على كل الصفحات الجزائرية المتاحة إعلاميا ، والمختصة في نشر الأخبار، لافرق بين أن تكون تابعة للإعلام الرسمي العام أو الخاص، الصفحات التي اتفقت كلها مرة واحدة دون استثناء أو استحياء، على أن تطلع متابعيها بمختلف شرائحهم على نفس الصورة، وتتحد في قراءتها قراءة واحدة لتفسير معانيها لهم على الشكل الذي تريده، لإفهامهم أنها فتح ونصر مبين للرئيس تبون، الذي غزا دولة الإمارات وهزمها في موقعة الجي 7، وأن الصورة أبلغ من الكلام، وقالوا أن الشيخ محمد ابن زايد تحمل مشاق الطواف حول طاولة مؤتمر السبع الكبار وضيوفهم، وانتقل من ادناها حيث يوجد مكانه المخصص لجلوسه ، إلى أقصاها، و سدرة منتهاها ، والتي يجلس بالقرب منها السبع الرئيس تبون على عرش قمة السبع، ليتقدم بن زايد بين يديه ، دليلا، راكعا ، خانعا، متضرعا ، متسولا عطفه ورحمته به ، ليصفح عنه ما تقدم من آثامه، ويغفر له ما ظهر من ذنوبه التي ارتكبها في حقه وفي حق القوة الضاربة، …وأن تبون رغم ذلك ، لم ينزل من عليائه، ولم يرحم ضعفه ، أو يشفق على حاله، وضل جالسا متعجرفا ، ولم يرضى حتى بالوقوف إلى جانبه ، حتى لا يجعل مقامه من مقامه …هلل الإعلام الجزائري وصفق لهذا .. وهللت اقلام التعليقات الجزائرية على الموضوع مشيدة ببطلها تبون على الإنجاز التاريخي الذي حققه ضد دولة الإمارات ، وكان هذا هو ، السكوب الذي تناوله واستهلكه الإعلام الجزائري بكثرة الأسبوع الماضي ، و غذى به أفكار وعيون وآذان، كل قرائه ومشاهديه، ومستمعيه من الجزائريين حتى التخمة .. ، بهدف الرفع من قيمة تبون على حساب الشيخ محمد إبن زايد ، غير آبه بكرامة وعزة نفس إخواننا في دولة الإمارات، …إخواننا الذين
لن يكترثوا لخزعبلات الجزائر، إن كانوا من بين من استجاب الله فيهم لطلب الحسن الثاني رحمه الله ، وعرفوا مع من حشرنا الله نحن إخوانهم المغاربة في الجوار ، أما إن كانوا غير ذلك فسيصدمون من شدة سفالة، و قلة أدب جيراننا إعلاما ، حكومة وشعبا، …وستكون حتما للإماراتيين ردة فعل قد تزلزل الجزائر ، لأن الإماراتيين ملوك ، و أخلاق و شهامة وتواضع الملوك، لا تلغي أبدا ما أخبرنا به الله عز وجل، على لسان بلقيس ملكة سبأ في كتابه الكريم حيث قالت : …إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون، لذلك أعتقد أنه سيكون لما تناوله الإعلام الجزائري دون مسؤولية من إهانة في حق دولة الإمارات ما بعده، و ستعرف الجزائر أنها بفعلها ذاك لعبت بالنار التي لن تكتفي فقط بحرق أصابعها ، بل ستتعداها لتحرق وسطها الذي ضل يلعب ويهتز يمينا وشمالا، وإن غدا لناظره لقريب.