عزالدين السريفي، المسؤول عن النشر والاعداد
شنَّ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، هجوما ضد الجزائر، دون أن يسميها، على خلفية مواقفها السلبية تجاه المبادرة الدولية التي أطلقها الملك محمد السادس، قبل أشهر من أجل ضمان وصول دول الساحل ممثلة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد إلى الواجهة الأطلسية.
وقال بوريطة خلال ندوة صحافية عقب المباحثات التي أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينابيين بالخارج، كاراموكو جان – ماري تراوري، اليوم الجمعة بالرباط، إن “المغرب يعارض بشدة منطق مقدمي الدروس وأولئك الذين يلجؤون لابتزاز بلدان الساحل، في إشارة واضحة للجزائر التي عمدت إلى اتخاذ عدد من الخطوات مباشرة بعد الإعلان عن المبادرة الأطلسية الملكية، من بينها إيقاف حسابات القروض الخاصة ببعض الدول، خصوصا منها تلك التي تنتمي للساحل والتي تشكل جزء من المشروع المذكور.
وأضاف وزير الخارجية أن المغرب “يثق في نخب وفي عبقرية بلدان الساحل من أجل إيجاد السبيل الأمثل الذي يتيح مواجهة الوضع المعقد في المنطقة وإنجاح الانتقال الديمقراطي “.
وجدد التأكيد على موقف المملكة الذي “يعارض التدخل الأجنبي في شؤون بلدان الساحل وسياسات مقدمي الدروس وأولئك الذين يعتبرون أنه، بالنظر إلى الحدود التي تجمعهم ببلدان الساحل، بإمكانهم اللجوء إلى سياسة للابتزاز”.
وزاد: “حتى في جوار الساحل، هناك بلدان تريد تدبير الوضع عن طريق الابتزاز وتسوية مشاكلها على حساب الاستقرار الإقليمي”، مشيرا إلى أن المملكة منخرطة من جهتها في منطق الثقة في قدرة هذه البلدان على حل مشاكلها”.
وأكد بوريطة أن المغرب ملتزم بوضع خبرته وتجربته رهن إشارة هذه البلدان من أجل مواكبتها في برامجها وطموحاتها، لافتا إلى أن المبادرة الملكية الرامية إلى تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي تندرج ضمن هذه الرؤية، بهدف تمكينها من استعادة توجهها كأرض للتبادل والعبور.
وشدد بوريطة، في هذا الإطار، على أن الملك محمد السادس يحرص على الدفع بهذه الروابط إلى أعلى مستوى، حيث يولي اهتماما خاصا بمنطقة الساحل، كما تدل على ذلك المبادرات التضامنية العديدة التي أطلقها المغرب لفائدة بلدان هذه المنطقة.