عز الدين السريفي
تتواصل معاناة ساكنة مدينة تيفلت مع مطرح عشوائي للنفايات يقع بغابة “القريعات”، حيث تتفاقم الأضرار البيئية والصحية جراء هذا الوضع المستمر منذ سنوات، في ظل “التقاعس” عن تنفيذ اتفاقية أبرمت بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وجماعة تيفلت، تهدف إلى تهيئة وإغلاق المطرح الحالي وترحيل نفاياته.
على بعد حوالي أربعة كيلومترات جنوب مدينة تيفلت، يجثم مطرح أزبال على غابة القريعات، ممتدا على أكثر من 100 هكتار، بينما تزكم الروائح المنبعثة منه أنوف سكان تيفلت، وتحول حياتهم إلى جحيم، خصوصا في فترات الحر حيث لا يستطيعون إغلاق نوافذ منازلهم.
تستقبل غابة القريعات الزائر من الجهة الغربية بطريق نحتته عجلات شاحنات الأزبال وعربات “ميخالة”، الذين يجمعون النفايات القابلة لإعادة التدوير. يمر هذا الطريق بجانب أشجار الأوكاليبتوس، وتكتنفه أكوام من مخلفات البناء. أما مطرح الأزبال فترشد إليه روائحه الكريهة وأعمدة الدخان المتصاعدة منه، وأسراب طائر البلوش الأبيض التي تحوم فوقه.
و أكدت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أنها أبرمت اتفاقية شراكة مع عمالة إقليم الخميسات وجماعتي تيفلت والخميسات، تهدف إلى تأهيل مطرح “تاجموت” التابع لجماعة الخميسات، وتهيئة وإغلاق مطرح “القريعات” مع ترحيل نفايات مدينة تيفلت إلى مطرح “تاجموت”.
وأشارت الوزارة، في رد حصلت الجريدة على نسخة منه، إلى أن أشغال التأهيل بمطرح الخميسات قد انطلقت في شتنبر 2021. ومع ذلك، لم تعلن جماعة تيفلت، بعد عن طلب العروض الخاص بتأهيل مطرح القريعات، على الرغم من مرور أكثر من عامين على توصيات الوزارة بضرورة الإسراع في تنفيذ هذا المشروع.
وفي هذا السياق، فأن الجماعة المحلية لم تبذل أي جهود جدية لحل مشكلة المطرح العشوائي، وأن هذا الوضع يعكس غياب الإرادة السياسية لدى الجماعة لحل هذه الأزمة التي تهدد صحة وسلامة المواطنين.
سلاليون
بالنسبة لأحمد الشباري، فإن المساحة التي تقع عليها غابة القريعات، وضمنها مطرح الأزبال، ملك لهم ومحفظة في اسم أبناء قبيلته كسلايين، مطالبا المجلس الجماعي بإزالة هذا المطرح من فوق هذه الأرض “المغتصبة”.
وتأسف الشباري، عن الحالة التي تحولت إليها هذه المساحة من الأرض، حيث ترمى النفايات المنزلية ومخلفات البناء بطريقة عشوائية، مشيرا إلى أن هذه المساحة من الأرض تقع في مكان استراتيجي مهم، بحيث تحاذي على الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء وفاس، وقريبة من المدينة.
وطالب الشباري ببيع هذه المساحة لكي يستفيذ ذوو الحقوق، لأن أغلبهم في أوضاع مادية واجتماعية مزرية، قائلا إن المندوبية السامية للمياه والغابات تستغلها عن طريق عقد لمدة محدودة، منذ عام 1969.
وقال الشباري إنهم كذوي الحقوق نظموا عددا من الوقفات الاحتجاجية وبعثوا مراسلات إلى مختلف الإدارات والمسؤولين، مشيرا إلى أن وضع الأزبال بهذا المكان بدأ قبل أربعة عقود تقريبا.