عز الدين السريفي
وجه مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي انتقادا لاذعا لقرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاقية الصيد والفلاحة مع المغرب.. مؤكدا بأن المحكمة “أساءت استخدام القاعدة القانونية”.
وفي نفس السياق، أوردت صحيفة “لوبوان”، بأن “موجة الصدمة التي سببتها محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقيات الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.. لا تزال تتزايد في الداخل الأوربي خاصة بين مهني الصيد”
وتناولت ذات الصحيفة تعليقا لمسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، رفض الكشف عن هويته، حيث قال “إن ما تفعله المحكمة من خلال قضية فردية يرقى، في الواقع، إلى محاولة تغيير الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي بشأن موضوع السياسة الخارجية”.
وأضافت ذات الصحيفة بأن “رد الفعل غير المحسوب هذا يعكس قلقاً عميقاً داخل السلطة التنفيذية الأوروبية.. خلال اجتماع لجنة مصايد الأسماك في البرلمان الأوروبي في 17 أكتوبر الجاري، وهو ما تبنته ممثلة المفوضية فون دير لاين عبر موقف حذر، حيث أعلنت أن “المفوضية لا تزال تدرس الأمر لتحديد عواقبه”.
وحول نفس الموضوع، علق النائب الاشتراكي الإسباني نيكولا غونزاليس كاساريس بالقول “إنه اعتراف بالفشل”.. وحث المفوضية على “اتخاذ الإجراءات” بسرعة أكبر، مسلطاً الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها أسطول الصيد الإسباني والصناعة بأكملها.. حيث أكد بالقول “الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث يسمح الاتفاق لـ 128 سفينة من 11 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بالصيد في المياه المغربية”.
ويتزايد القلق داخل دول الاتحاد الأوروبي مع اقتراب توقيع المغرب لاتفاق للصيد البحري مع روسيا.. والذي سيضم الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وفي التاسع من أكتوبر الجاري استقبل نائب وزير الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية، إس في فيرشينين، سفير الجزائر بموسكو، بومدين جناد، بناءً على طلب الأخير. وتركّز اللقاء، وفق بلاغ لوزارة الخارجية الروسية، على مناقشة آفاق التعاون بين الجزائر وروسيا في الأمم المتحدة، والقضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن، بما في ذلك الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقضية الصحراء المغربية التي ستتم مناقشتها في مجلس الأمن هذا الشهر.
وتزامن التحرك الجزائري مع قرار محكمة العدل الأوروبية بإلغاء اتفاق الزراعة والصيد البحري مع المغرب، بناءً على الطعن الذي قدمته البوليساريو الجزائرية، وما أثاره من دعم أوروبي واسع للشراكة مع المغرب. ويرى مراقبون أن هذا التحرك مجرد استجداء للدعم الروسي في مواجهة الضغط الغربي لصالح المغرب.