لم يكن وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، هو الوحيد الذي اجتمع به وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، يوم أمس الثلاثاء في البرتغال، إذ عقد أيضا اجتماعا مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، وذلك في خضم الحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وطهران، شريطة توقف هذه الأخيرة عن دعم جبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وعقد وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، يوم أمس، اجتماعين منفصلين مع نظيريه المغربي ناصر بوريطة والإيراني عباس عراقجي، مستفيدا من حضوره المنتدى العاشر لتحالف الحضارات، في مدينة كاشكايش البرتغالية، وفقا لما أوردته وزارته في بيان.
وتجنبت وزارة الخارجية الإسبانية تقديم أي تفاصيل عن ما دار من نقاش خلال الاجتماعين، علما أن ألباريس رافق العاهل الإسباني، فيليبي السادس، إلى البرتغال، حيث حضر معه اجتماعا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، هو وزير خارجية إسباني سابق.
على الجانب المغربي أيضا، لم يَرْشَح الكثير عن اجتماع بوريطة وألباريس، حيث اكتفت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، الرسمية، بالقول إن المحادثات، التي تندرج في إطار التشاور الدائم، تناولت العلاقات الثنائية بين المملكتين المغربية والإسبانية، وكذا القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجدد الوزيران خلال هذا اللقاء، وفق المصدر ذاته، التأكيد على أهمية مواصلة التشاور وتعزيز التعاون في مختلف المجالات ليكون في مستوى الطموح المشترك بين البلدين، وكذا تنسيق الجهود حول التحضير للاستحاقات المقبلة، وتتبع تنزيل الالتزامات القائمة بين البلدين، كما شكل هذا الاجتماع، مناسبة للجانبين لاستعراض التقدم المحرز والمضي قدما سوية وتجديد تأكيد الصداقة الإسبانية المغربية.
وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا” بدورها، اكتفت بقصاصة قصيرة جاء فيها ” التقى وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، يوم الثلاثاء في لشبونة البرتغالية، مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس”، مبرزة أن اللقاء عُقد على هامش الاجتماع العاشر لمنتدى تحالف الحضارات الأممي في البرتغال.
الثابت، أن هذا الاجتماع يأتي في ظل وجود مساعي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وطهران، من خلال جهود وساطة تقوم بها 3 دول عربية خليجية هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الأسبوع الماضي، وجود وساطة بين العاصمتين، مُبديا رغبة بلاده في “تحسين” العلاقات مع المغرب.
وكانت شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، قد ذكرت أن “مسؤولا إيرانيا رفيع المستوى” حل بالرباط، بداية نونبر الجاري، واجتمع مع مسؤولين مغاربة برفقة ممثلين عن السعودية والإمارات، مبرزة أنه “حمل رسالة مفادها أن طهران ترغب في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين”.
وأوضح المصدر نفسه أن المبعوث الإيراني عاد إلى بلاده مع شروط مغربية تتعلق أساسا بوقف دعم طهران لجبهة “البوليساريو”، والتزام إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، وهما السببان الأساسيان لقرار المملكة اللجوء إلى القطيعة الدبلوماسية.
وفي 2018، أعلنت الرباط بشكل رسمي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وحينها اتهم وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن “حزب الله” اللبناني الموالي لطهران، يعمل على تدريب مسلحي جبهة “البوليساريو”، وتتولى السفارة الإيرانية في الجزائر تنسيق هذا الأمر.
وتأتي محاولات التقارب بين إيران والمغرب، في ظل سياق إقليمي مختلف، مُتسم بتوالي دعم القوى الدولية لسيادة الرباط على الصحراء بصيغ مختلفة، بما في ذلك إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “حاضر ومستقبل” المنطقة “يندرجان تحت “السيادة المغربية”، ثم عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي وقع المرسوم الرئاسي المُترف بمغربية الأقاليم الصحراوية سنة 2020.