وجهت حركة “ماك” المطالبة باستقلال منطقة القبائل في الجزائر، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بشأن استمرار الجزائر في سباق التسلح، ومواصلتها اقتناء الأسلحة الروسية، معتبرة أن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه منذ سنوات عندما حذر روبيو بنفسه من هذا الأمر.
وحسب تقارير دولية، فإن حركة “ماك” بعثت بهذه الرسالة عبر محاميتها في الولايات المتحدة، وذكرت فيها روبيو قائلة “قبل سنتين ونصف، بعثتَ برسالة إلى سلفك أعربتَ فيها عن قلقك العميق بشأن مشتريات الدفاع التي أجرتها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من الاتحاد الروسي، وطالبتَ بفرض عقوبات”، مضيفة في هذا السياق “إن الوضع لم يزد إلا سوءا منذ ذلك الحين”.
وأوضحت الرسالة أن الميزانية الدفاعية للجزائر حاليا تُعد الأكبر في إفريقيا، “حيث خُصص لها مبلغ ضخم قدره 25 مليار دولار لعام 2025، أي أكثر من ثلاثة أضعاف مبلغ 7 مليارات دولار الذي أثار قلقك في 14 شتنبر 2022″، مشيرة إلى ان الجزائر لازالت مستمرة في شراء الأسلحة والمعدات العغسكرية من روسيا”.
واعتبرت حركة القبائل عبر ذات الرسالة، أن هذا “يزيد من حدة سباق التسلح مع المغرب، الحليف الأقدم للولايات المتحدة، ويعزز احتمالية اندلاع حرب بين الخصمين”، مشيرة إلى أن “الجزائر وكوبا تعاونتا لعقود طويلة على زعزعة الاستقرار في الصحراء، من خلال دعم جبهة البوليساريو، إلى جانب مجموعات إرهابية أخرى في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل”.
وتأتي هذه الرسالة من حركة “ماك” بعدما كان ماركو روبيو قد وجه في شتنبر 2022 رسالة رسمية إلى وزير الخارجية الأمريكي أنذاك أنتوني بلينكن، طالب فيها بفرض عقوبات على الجزائر بموجب قانون “مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات” (CAATSA) لعام 2017.
وأشار روبيو في رسالته إلى أن الجزائر تُعد من أكبر المشترين للأسلحة الروسية، حيث بلغت قيمة صفقاتها الدفاعية مع موسكو حوالي 7 مليارات دولار في عام 2021، مما يجعلها في مصاف الدول التي تدعم الاقتصاد الروسي وتساهم في تمويل العمليات العسكرية الروسية، ولا سيما في الحرب الدائرة على أوكرانيا.
وشكل تولي روبيو منصب وزيرالخارجية مبعث قلق للساسة الجزائريين خاصة أنه كان معروفا بمواقفه الصارمة ويرى أن التعاون الدفاعي بين الجزائر وروسيا يُضعف الأمن القومي الأمريكي ويساهم في زعزعة الاستقرار العالمي، خاصة في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وتُعد الجزائر شريكا استراتيجيا لروسيا في شمال إفريقيا، حيث تعتمد بشكل كبير على التسليح الروسي لتلبية احتياجاتها من الأسلحة الدفاعية، وكانت تصريحات روبيو السابقة حول إمكانية فرض عقوبات على الجزائر قد أثارت استياء في الأوساط الجزائرية، وقد صرح بعض الخبراء ممن تحدثوا لـ”الصحيفة” أن الجزائر تراجعت عن بعض صفقات التسلح مع روسيا بسبب هذه الضغوط.