عز الدين السريفي
يوم عظيم عاشته أقاليمنا الصحراوية، ويمكن وصفها بالخطوة التاريخية والمفصلية في مسار النزاع حول الصحراء، لقد قامت شيوخ قبائل الصحراء بمعية رجال السلطة بتنظيم رحلة إلى زاوية الولي الصالح “بلاو”، ونظموا هناك احتفالات شعبية بالأعلام والأهازيج، مصحوبة بمشاعر الولاء إلى العرش العلوي، وجرى ذلك تحت حماية قوات الجيش الملكي، التاريخي في الأمر هو أن الزاوية تقع في قرية تفاريتي الموجودة بعمق المناطق العازلة على تخوم الحدود مع موريتانيا، ومن يعرف تفاريتي يعرف أنها كانت مركزا دفاعيا، يضم قواعد لميليشات البوليساريو، وكان يسوق لها في المخيمات على أنها منطقة محررة، وليس هذا فقط بل تم الاعلان عن مخطط لإنشاء طريق جديد يربط بين قرية تفاريتي ومدينة السمارة ..
هو إصرار مغربي على مواجهة المزاعم التي طالما زعمت وجود “أرض محررة” تتعارض مع الحقائق التاريخية والجغرافية المؤكدة لوحدة الوطن.
وتستند هذه الرسالة الوطنية إلى مجموعة من المعطيات والوقائع الموثقة، لاهمية الموقع الاستراتيجي لتفاريتي وتاريخه العريق. كما أن الأحداث التي شهدتها المنطقة تعكس جهود الدولة في استثمار التراث الوطني لتقوية أواصر الوحدة الاجتماعية ومواجهة المحاولات التي تستند إلى وعود غير واقعية. وفي هذا الإطار، يعتبر حضور المواطنين والمجتمع الدولي لهذه الفعاليات على ارض تيفاريتي المغربية بمثابة تأكيد على أن الحقائق لا تُمحى بسهولة، وأن إرث التاريخ والهوية الوطنية يظل قائمًا لا يمكن الطعن فيه.
بهذا المعنى، تُظهر تفاريتي أن السيادة الوطنية ليست مجرد شعار يُرتدى، بل هي واقع حقيقي مدعوم بوقائع تاريخية وجغرافية لا جدال فيها. وتبقى هذه الفعاليات الوطنية بمثابة رسالة واضحة تفيد بأن الهوية والمصير محفوظان، وأن كل محاولة لإعادة كتابة التاريخ أو تشويه الحقائق ستقابل بإصرار الشعب ودعم الدولة على أرضها.