الأحداث المغربية-إسماعيل واحي
مرة أخرى، تثبت وكالة الأنباء الجزائرية أنها ليست سوى لسان حال طغمة عسكرية فاشية، تتكون من بقايا دفعة “لاكوست”، وأبناء “الحركى”، ورثهم الأشقاء في الجزائر عن حقبة الاستعمار، فحولوا مهمة الوكالة الرسمية للأنباء من نقل الأخبار، الى ترويج الأكاذيب والدعاية الرخيصة، في محاولة يائسة لتغطية فضائح النظام المتتالية، ولا أدل على ذلك من المقال البئيس الذي نشرته وكالة “الخبارجية” ضد المغرب، والذي يفيض بالسعار الإعلامي والهستيريا المعتادة، بعد أن فضحت وسائل الإعلام الدولية وجود جنود من الجيش الجزائري في قبضة النظام السوري.
الأسلوب التهجمي للمقال، والعبارات الدنيئة التي انتقتها وكالة “الباربوز” بعناية فائقة لتعبر عن مدى المغص الذي أصاب العسكر الجزائري، كل ذلك يؤكد على أن النظام وجد نفسه في موقف محرج بعد أن كشفت وسائل إعلام فرنسية وسورية عن أسرى جزائريين يقاتلون في صفوف قوات الأسد، وهو ما دفع ببوق “عبلة” إلى الهروب إلى الأمام، عبر مهاجمة المغرب في محاولة مفضوحة لصرف الأنظار عن هذه الفضيحة المدوية، والتي لن تنسينا السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه: لماذا لم تنكر الجزائر هذه التقارير حينما نشرتها الصحافة الفرنسية والسورية؟ ولماذا انتظرت حتى تكشفت الحقائق أكثر لتبدأ في نواحها الإعلامي المعتاد؟
الإجابة بسيطة جدا، وهي أن جزائر “تبون”، بإنكارها اليوم وجود عناصر من جيشها في قبضة النظام السوري، فهي بذلك تسير على خطوات المقبور “بوخروبة” الذي انكر قبل عقود طويلة وجود جنوده في قبضة المغرب بعد محاصرتهم في حرب أمكالة، وهم يقاتلون إلى جانب ميليشيات البوليساريو الإرهابية، ولسخرية الأقدار فقد كان الرئيس المصري الراحل حسني مبارك شاهدا على هذه الفضيحة، مثلما يشهد اليوم الرئيس السوري الجديد عليها، وكأن هذا النظام لم يتعلم شيئا من التاريخ، بل يصر على أن يكون نسخة مكررة من ماضيه الأسود.
والأدهى من ذلك، هو انه في ختام مقال وكالة “طاطا اختي”، حاولت الجزائر أن تختبئ وراء عبارة “القافلة تسير والكلاب تنبح”، لكن الحقيقة التي لم ولن يستطيع نظام العسكر الهروب منها، هي أن قافلته العرجاء هذه لا ندري بأي منطق يفتخر بها، هي في الحقيقة لا تسير إلا نحو الهاوية، بينما الكلاب التي تنبح، هي تلك الأبواق الإعلامية الفاشلة التي تكتب قصاصاتها من محبرة مخابرات “الحركى”.
أما إذا كانت الجزائر تعتقد واهمة أن هروبها للأمام، من خلال مهاجمة المغرب سينقذها من فضيحة وجود جنودها في سوريا، فعليها أن تعيد النظر في حساباتها، لأن العالم لم يعد يصدق مسرحياتها البائسة، وبات يعلم مع من حشرنا الله في الجوار كما قال الملك الراحل الحسن الثاني، والتاريخ دائما ما يفضح المتخاذلين، الذين يتنكرون لجنودهم كما فعلوا في أمكالة سابقا، وكما يفعلون اليوم في دمشق، فما بالهم عندما يتعلق الأمر بفضيحة يشهد عليها رئيسا دولتين عربيتين هما “حسني مبارك وأحمد الشرع”.