الأحداث المغربية _ اسماعيل واحي
إذا كان للخسة عنوان، فلن يكون سوى “هالة سرحان”، صاحبة السجل الأسود المليء بالفضائح والسقطات المهنية والأخلاقية، التي يشهد عليها زملاء المهنة في مصر الشقيقة قبل غيرهم، وكان آخرها مهاجمة النساء المغربيات باستعمال تعابير منحطة ونعوت بئيسة، ستبقى وصمة عار على جبين الصحافة المصرية، اذا لم تتخذ أجهزة الرقابة المصرية موقفا حازما في هذه النازلة.
وبالرغم من أن مبادئ المهنة وأخلاقياتها، وخطنا التحريري الواضح والصريح، يفرض علينا النأي بالنفس عن الإنغماس في هكذا مستنقع وحل، وذلك من خلال الرد على ما تفوهت به الإعلامية المصرية من “إنحطاط”، وبالرغم من أننا نكن لأشقائنا ولزملاء المهنة في مصر كل المودة والإحترام، لكن عذرا، أيها الأشقاء، إذا عجزتم عن تربية إبنتكم “الظالة” فنحن قادرون على ذلك، وعذرا مرة أخرى لأنه عندما يتعلق الأمر بالإساءة إلى سمعة وشرف المغربيات اللواتي هن أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا، عند هذه المرحلة نضع مبادئ المهنة وأخلاقياتها جانبا، وننتفض مجبرين على الرد على من تجاوز خطوطنا الحمراء، خصوصا وأن المؤسسات المصرية الوصية على قطاع الصحافة والإعلام، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، لم تتخذ أي إجراء عقابي في حق المذيعة المذكورة.
وعليه، وحتى نضع حدا لتكرار مثل هذه الإنزلاقات، سنكون مضطرين إلى تذكير هذه “الشمطاء” التي أرادت ان تزايد على شرف المغربيات وسمعتهن (تذكيرها) بالفضيحة التي تظن أن الزمن قد طوى تفاصيلها، أو أننا هنا في المغرب لم تصلنا أخبارها، ويتعلق الأمر بما لقبته الصحافة المصرية ساعتها بفضيحة القرن التي هزت صورة مصر، وكان السبب فيها هذه العجوز الشمطاء، التي اقترفت جريمة شنعاء في حق بنات مصر ونسائها، لدرجة أنها باتت المطلوبة رقم 1 للقضاء المصري، مما جعلها تفر في جنح الظلام من مصر كأي جرذ مجاري منبوذ ومكروه.
وترجع تفاصيل القصة الى سنة 2007 بعد ان وجه النائب العام المصري تهم ثقيلة لجرذ المجاري “هالة سرحان”، وعلى رأسها تهمة الإساءة لسمعة فتيات مصر، بعد عرض حلقة فى برنامجها عن فتيات الليل، حيث كشفت التحقيقات، أنها استأجرت ثلاث سيدات وطلبت منهن الإدلاء بتصريحات مشينة عن الدعارة في مصر، وعن تفشي ظاهرة الفساد بشكل كبير جدا وسط المصريات، وأن جهاز الشرطة يؤطر هذا النشاط الإجرامي، ويتحصل على عائدات مالية ضخمة من التستر على العاهرات المصريات، هذه التصريحات المسيئة لسمعة نساء مصر وبناتها، تمت وفقا لما كشفت عنه التقحقيقات ساعتها، لقاء مقابل مادي دفعته هالة سرحان للمصرحات، وذلك ناهيك عن حلقات أخرى سابقة زعمت فيها إرتفاع نسبة ممارسة العادة السرية لدى النساء المصريات خصوصا منهن المتزوجات بسبب الضعف الجنسي لأزواجهن.
وبعد هروبها خارج البلاد كأي “لص غسيل”، عقب متابعتها قضائيا بتهمة الإساءة الى بنات مصر، بقي جرذ المجاري “هالة سرحان” متنقلة بين دول الخليج، حيث لاحقتها شائعات فضائح جنسية وأخلاقية ننأى بأنفسنا عن الخوض فيها إحتراما لأخلاقيات المهنة، لتعود سنة 2011 الى مصر بعد سقوط نظام مبارك، مستغلة حالة الفوضى التي كانت البلاد تعيشها أنذاك، فبدأت بالتقرب من جماعة الإخوان والتطبيل لها واستقبال شخصيات محسوبة عليها، بحثا عن توطيد علاقاتها مع النظام، لكن سقوط نظام مرسي بعثر أوراقها وجعلها تدخل في مرحلة من التخبط، بحثا عن ايجاد موقع داخل المشهد الإعلامي في مصر.
ومنذ ذلك الحين والى اليوم، بقيت “جرذ المجاري” هالة سرحان، تحاول ملامسة مواضيع الإثارة والجنس في البرامج التي تنشطها، بهدف توسيع دائرة جمهورها، لكنها للأسف الشديد لم تنتبه الى أن الجمهور الذي يستهلك مثل هذه المواد الإعلامية النتنة، هو في الحقيقة أقرب إلى رواد كاباريهات “الهرم” وزبائن شارع” محمد علي”، منه إلى جمهور محترم، وأنها هي نفسها تحولت إلى “مُسخة” تحاول يائسة التشبث بالحياة عبر حقن “الفيلر” و”البوتوكس” وعمليات الشفط، ولو أنها شفطت الجانب الخبيث في شخصيتها، لكان خير لها، لكن أمثالها ممن شبن على الفساد الأخلاقي، لا خير منهن يُنتظر.
لذلك فقد كان على “جرذ المجاري” هالة سرحان أن تقف أمام المرآة وتشاهد وجهها القبيح، وتواجها حقيقتها المنحطة التي ينبذها لأجلها أشقاؤنا في مصر قبلنا نحن هنا في المغرب، أما النساء المغربيات اللواتي يستشهد العالم بقوتهن ومكانتهن وانجازاتهن، فهن أشرف وأطهر وأكبر من أن تمس عاهرة الإعلام الرخيص شعرة من رأسهن.