في أول تعليق رسمي على قرار المغرب ترحيل أربعة نواب ينتمون للبرلمان الأوروبي واثنين من مرافقيهم بعد محاولتهم دخول مدينة العيون بطريقة غير قانونية، أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اليوم، الأربعاء، أن هذه الخطوة لم تكن سوى “محاولة للتشويش”، مشددًا على أن “هذا لا حدث”، في إشارة إلى أن هذه المحاولات لا تؤثر على المسار الذي يمضي فيه المغرب بخصوص ملف الصحراء.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحافية، زوال اليوم، على هامش لقائه مع وزير خارجية “الرأس الأخضر” في الرباط، أن هذه الواقعة تندرج ضمن “محاولات متكررة لإثارة توترات مفتعلة، إلا أن المغرب يظل متمسكًا بممارسة سيادته الكاملة على جميع أراضيه”.
في مقابل هذه التحركات التي وصفها بوريطة بأنها “غير ذات تأثير”، أكد أن المغرب مستمر في “تعزيز علاقاته مع شركائه الدوليين وفق القنوات الرسمية المعتمدة”، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى العيون تعكس هذا التوجه.
وأضاف: “من يريد التعامل بجدية، مرحبًا به، أما من يسعى للتشويش، فهناك قوانين ومساطر تنظم مثل هذه الأمور”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تعرف فيه العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي دينامية إيجابية، خصوصًا بعد اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب المغربي، رشيد الطالبي العلمي، برئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، حيث تم التأكيد على أهمية الحوار والتعاون بين المؤسستين، ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس حرص المغرب على فرض احترام سيادته ورفض أي محاولات لفرض أجندات خارجية لا تحترم الضوابط القانونية والقنوات الدبلوماسية الرسمية
وكانت السلطات المغربية، قد طردت برلمانيين إسبان من إقليم “الباسك” مساندين للطرح الانفصالي في الصحراء، بعدما وصلوا إلى مدينة العيون عبر رحلة جوية من جزر الكناري.
وأبلغت السلطات المغربية البرلمانيين الإسبان، الذين وصلوا إلى مدينة العيون المغربية رفقة نائبان أوروبيان من البرتغال وفنلندا بضرورة العودة في نفس الرحلة من حيث أتوا، بعدما تم منع نزولهم من الطائرة.
ووفق المعطيات التي نشرتها صحيفة “إلموندو” الإسبانية، فإن تنظيم هذه الرحلة إلى العيون، تم بتنسيق مع جبهة “البوليساريو” الانفصالية، وبدعم من حزب “بوديموس” الإسباني المساند للطرح الانفصالي.
وكان جدول الأعمال الرسمي للوفد حسب ما أعلن عنه، يتضمن اجتماعا مع ممثلي تجمع ما يوصف بـ”المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء” الذي يعرف اختصارا بـ (كوديسا). وكذا، مع ممثلي جمعية أقرباء المعتقلين في أحداث “اكديم ايزيك” وممثلين عن هيئات تدعم الانفصال في الصحراء.