عز الدين السريفي
في تيفلت، المدينة الصغيرة التي كانت تُعرف بهدوئها، أصبح الكلام عبئًا، والرأي خطرًا، والاختلاف سببًا كافيًا للمحاكمة. هناك، لا تُناقش الأفكار، بل تُخنق في المهد، ويتحول المواطن إلى متهم لمجرد أنه قال: “أنا لا أوافق”.
ما زال الناس في تيفلت يُحاصرون، ويُحاكمون، ويُنعتون بالتهور وقلة النضج من طرف من يرى نفسه “كابران” يحكم وليس يُسائل، يُصدر الأوامر وليس القرارات، يخاطب الناس كـ”عبيد” لا كمواطنين أحرار. هؤلاء حُراس باب العزيزية الجدد، لم يتعلموا بعد أن زمن الحاكم الفرد انتهى، وأن زمن الطاعة العمياء ولى.
في تيفلت، يُسجن الإنسان من أجل جملة، يُلاحق بسبب كتاب، ويُقصى لمجرد رأي في التاريخ، أو ملاحظة على تدبير المجلس الجماعي. وكأننا نعيش في مسرحية عبثية، حيث يصبح العقل لعنة، واللسان تهمة، والنزاهة خطيئة لا تُغتفر.
لقد آن الأوان لنقولها بوضوح: لا تنمية بدون ديمقراطية، ولا تسيير بدون محاسبة، ولا سلطة بدون مساءلة. الكرامة ليست منّة، والحوار لا يعني خيانة، والمعارضة ليست جريمة.
تدوينة لخميس الإدريسي – عضو المعارضة بمجلس تيفلت:
“حين يصبح الرأي تهمة، نصبح كلنا متهمين”
ما زال البعض في تيفلت يحنّ إلى زمن الاستبداد، ويظن أن صوت المواطن يمكن قمعه كما تُكمم الأفواه في الزنازين. نحن هنا لنُذكّرهم: الكلمة أقوى من الحديد، والرأي لا يُسجن.
لن نركع. سنظل نفضح، وننتقد، ونحاجج، ونقاوم، مهما كانت التهم، ومهما كانت الأبواب التي يريدون أن يُغلقوها أمام الحقيقة.

#تيفلت_للجميع
#الكرامة_ليست_جريمة
#صوت_المواطن_لن_يموت