عز الدين السريفي
يبدو أن مستشفى تيفلت، هذا الهيكل الإسمنتي الضخم الذي يفترض أن يكون ملاذاً للمرضى والمحتاجين للرعاية، لا يعدو أن يكون مجرد مبنى فارغ بلا روح. زار عامل إقليم الخميسات، عبد اللطيف النحلي، مستشفى القرب للتيفلت امس الخميس، حاملاً رؤية طموحة لتغيير جذري وشامل على جميع الأصعدة، الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية. لكن، ويا للأسف، يبدو أن الحقيقة المُرّة ما زالت مخفية عن ناظريه، أو لعلها تم تجميلها كما يُجمَّل وجه الخراب أمام الزوار الرسميين.
بناية دون أطباء… ومستشفى بلا علاج
ما جدوى بناية ضخمة حين يغيب عنها الأطباء؟ وما نفع قاعات متطورة حين تفتقر لأبسط المعدات الطبية؟ زوار مستشفى تيفلت، من المرضى والحوامل والمسنين، لا يجدون سوى الجدران الباردة وصفوف الانتظار الطويلة دون جدوى. لا طبيب أطفال دائم، لا قسم للطوارئ مجهز، لا دواء، لا جهاز للفحص بالصدى يعمل بشكل منتظم… بل لا روح في هذا المكان الذي يُفترض أن يمنح الأمل والشفاء!
صرخة مواطن… وأنين مدينة
الساكنة تُجمع على أن هذا “المستشفى” هو إساءة لمفهوم الصحة العمومية. المواطن التفلتي بات يُجبر على التوجه نحو مستشفيات الرباط أو الخميسات لإنقاذ حياته أو حياة أطفاله. ووسط هذا العجز الفاضح، لا تزال التصريحات الرسمية تتغنى بالإنجازات، بينما الواقع يصرخ بالعجز والتقصير.
هل تصل الرسالة إلى العامل الجديد؟
إن كانت للسيد العامل عبد اللطيف النحلي نية صادقة في التغيير، فليبدأ من هنا، من هذا المستشفى الذي لا يستحق أن يُطلق عليه هذا الاسم. تيفلت تحتاج مستشفىً حقيقياً، لا مجرد بناية. تحتاج أطباء، ممرضين، تجهيزات، وأدوية. تحتاج أن يشعر المواطن بأن حياته ليست مجرد رقم في سجل مهمل.
السيد العامل، الحقيقة المُرّة أنك قد لا ترى كل شيء في زيارة رسمية مدتها ساعات… لكن أهل تيفلت يرونها ويعيشونها كل يوم.