عز الدين السريفي
في مشهد عالمي غير مسبوق، تحولت العاصمة المغربية الرباط، أمس الثلاثاء، إلى قبلة للصحافة الرياضية الدولية، مع انطلاق أشغال المؤتمر الـ87 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وسط حضور أكثر من مئة دولة، وفي توقيت ذهبي يسبق احتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
الحدث، الذي يتعدى حدود النقاش المهني إلى رسم ملامح مستقبل الإعلام الرياضي، جاء بتوقيع رفيع، من خلال الكلمة الافتتاحية لرئيس الاتحاد الدولي، الإيطالي جياني ميرلو، الذي اعتبر أن عودة المؤتمر إلى المغرب بعد عقدين تؤكد “الصعود اللافت” للمملكة على خارطة التأثير الرياضي العالمي. واصفًا كأس العالم المرتقبة بـ”الحدث العظيم”، ومشيدًا بالرعاية الملكية السامية التي تضفي على المؤتمر قيمة استثنائية.
من جانبه، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، إن تميز الصحافة الرياضية المغربية ليس وليد الصدفة، بل نتيجة استثمار في الكفاءات، مشيرًا إلى أن المغرب يراهن على الإعلام ليكون رافعة أساسية في تحولات الرياضة الوطنية.
ولم يفت رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، التعبير عن فخره باحتضان المغرب لهذا الحدث الإعلامي الكبير، مؤكدًا أن الصحافة الرياضية هي شريك استراتيجي في نجاح أي مشروع كروي، وخاصة في أفق استضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
حضور شخصيات بارزة من إسبانيا والبرتغال، من بينها خيسوس ألفاريز سيرفانتيس ومانويل كيروش، أضفى على المؤتمر بعدًا أورومتوسطيًا، حيث أشادا بالشراكة الثلاثية واعتبراها نموذجًا فريدًا للتعاون الثقافي والرياضي.
وشهد حفل الافتتاح لحظة وفاء استثنائية، من خلال تكريم قامات إعلامية مغربية، أبرزها نجيب السالمي ومحمد السلهامي، وتحية خاصة لروح الراحل بلعيد بويميد، في مشهد جمع بين الاعتراف بالجميل واستشراف المستقبل.
ويستمر المؤتمر إلى غاية 17 ماي، بتنظيم مشترك بين الاتحاد الدولي والجمعية المغربية للصحافة الرياضية، التي يرأسها الإعلامي المخضرم بدر الدين الإدريسي، الذي شدد على أن التحدي اليوم ليس فقط في التكيف مع التغيرات، بل في الحفاظ على القيم الجوهرية للمهنة وسط عاصفة التحولات الرقمية والرياضية.
الرباط لم تكن فقط محطة مؤتمر، بل منصة انطلاق نحو مونديال تاريخي يتكلم بلغة الرياضة والإعلام والتكامل الحضاري.