في ظرف عرف فيه المغرب ضغوطات كبيرة من قبل دول الخليج وكذا دول حوض البحر الأبيض المتوسط، تبنى سياسة خلق مناطق صناعية لامتصاص الكم الهائل من اليد العاملة التقنية العاطلة عن العمل والمتوجهة لأوربا والخليج، والتي كانت تتسب في احراج كبير لسلطات الرباط خاصة في علاقاتها الاورومتوسطية.
عين الجوهرة، كانت من المناطق التي استهدفتها هذه السياسة أولا لقربها من محور الرباط الدار البيضاء وثانيا لوجودها في منطقة تعرف ببنياتها التحتية الملائمة إضافة للمساحة الكبيرة المخصصة.
فمساحة 200 هكتار ليست بالقليلة مقارنة مع مساحة باقي المناطق الصناعية الاخرى خاصة في محور الغرب سيدي يحي الغرب وسيدي سليمان حيث تمركزت جل الشركات التي نقلت مقراتها من طنجة نحو وسط البلاد،لكن هناك أسباب حالت دون انطلاق هذه المنطقة التي كان من المفروض أن تكون المصدر الأول للتشغيل بجهة الرباط سلا القنيطرة،وكان الرباح في شهر نوفمبر 2015 بمقر البرلمان وخلال جلسة الأسئلة الشفهية أكد، على مواكبة كل منطقة صناعية بمنطقة لوجيستيكية، متعهدا بالاستمرار في تفعيل البرامج المحددة سواء على مستوى الطرق الوطنية العادية، أو على مستوى الطرق السيارة.وخص بالذكر إحداث منطقة لوجيستيكية فلاحية بإقليم الخميسات، مبرزا حرصه على تحديد كافة المخططات اللوجيستيكية.وكان الهدف من هذا هو خلق دينامية مواكبة للمنطقة بغية تشجيع المستثمر وتهييء الارضية لانجاح هذا المشروع الصناعي الضخم. ولربط المنطقة بالطريق السيار وافق المجلس الاقليمي للخميسات في مارس من السنة الجارية تخصيص مبلغ 62 مليون درهم ربط المنطقة الصناعية بعين الجوهرة بالطريق السيار وفك العزلة عن المنطقة.
لكن، رغم هذه المجهودات التي تبذل، لا زالت العروض جد قليلة إن لم نقل محسوبة، فبعد شركة زودياك العالمية المختصة في صناعة اجهزة الطيران والتي استثمرت ما يقارب 135 مليون درهم بالمنطقة ، ها هي شركة اخرى ” ايندومي” متخصصة في إنتاج الشعيرية سريعة التحضير التي تستخدم ما يفوق 246 عامل وعاملة بما فيهم الادرايين ومصالح التسويق والتوزيع، وحسب مصادر محلية هناك مجموعة من العروض هي قيد الدراسة لمجموعة من الشركات يصل عددها حسب نفس المصادر الى 17 شركة متنوعة الاختصاصات.
ويرجع سبب تأخر انطلاق المنطقة الصناعية عين الجوهرة على غرار باقي المناطق الصناعية الأخرى بنفس الجهة أولا الى العزلة التي تعانيها المنطقة بحكم عدم وجود طريق سريع يريبطها بالطريق السيار يسهل عملية التوزيع ويربطها بباقي مناطق الغرب والموانئ المغربية، وكذا الى وجود مشاكل مسطرية مع جماعة عين الجوهرة التي حسب مصادرنا تستنزف أصحاب هذه الشركات القادمة من خارج المغرب مما يجعل أصحابها يغيرون الوجهة وغالبا ما تكون منطقة الغرب.أضف الى هذا غياب الأمن بشكل بات يشكل خطرا حقيقيا على الشركات الموجودة بالمنطقة والعمال والسلع وحتى على استمرار العمل الطبيعي، حيث وصلنا ان المنطقة تتحول ليلا الى ملاذ آمن لعشاق الخمر والرذيلة مما يتسبب في فوضى خطيرة يصعب معها الولوج الى المنطقة أو حتى التحرك بداخلها ، هذا في الوقت الذي سبق للشركتين أن طالبتا من السلطات المحلية والاقليمية فرض الأمن بالمنطقة وتسييجها حفاظا على ما بداخلها وتشجيعا لباقي المستثمرين الذين يغادرون لمجرد زيارتهم للمنطقة.
فالدعوة مفتوحة لكل السلطات المحلية ، الاقليمية والجهوية للتفكير في وسيلة لحماية هذه المنطقة من الفوضى التي تعرفها ما بعد غروب الشمس وحتى في أوقات الذروة من خلال وضع الحراسة المستمرة وتسييج المنطقة وشق طريق يربطها بالطريق السيار مع تبسيط المساطر وتقديم المساعدات القنية من قبل جماعة عين الجوهرة عوض مساومة الشركات وتثقيلهم بالشروط التي غالبا ما تعجل برحيلهم الى منطقة الغرب وحرمان المنطقة من شركات كفيلة بتوفير فرص شغل كثيرة لشباب الاقليم المعطل الذي يعاني الاقصاء والتهميش والانتظار.
عبد السلام اسريفي – مكتب الرباط
ممكن اسماء الشركات الموجودة في المنطقة !؟