فقد إبراهيم أبو ثريا ساقيه قبل نحو 10 سنوات في قصف إسرائيلي بعد أن رفع علم بلاده على حدود قطاع غزة، وظل منذ ذلك الحين مع كرسيه المتحرك مشاركاً فعالاً في المواجهات حتى مقتله الجمعة 15 دجنبر 2017 برصاصة في الرأس أطلقها عليه جندي صهيوني.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل الشاب البالغ من العمر 29 عاماً خلال مواجهات في مخيم البريج شرق غزة، قتل خلالها صديق له كذلك.
وأصيب نحو 150 بالرصاص الحي قرب السياج الحدودي في غزة، في يوم شهد مواجهات كذلك في الضفة الغربية احتجاجاً على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني قتل خلالها فلسطينيان وأصيب أكثر من مئة بجروح.
قتل أبو ثريا على كرسيه المتحرك والعلم الفلسطيني على حضنه كما ظهر في فيديو نشره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وثق لحظة مقتله.
وبينما حمله أحدهم بين ذراعيه التف عشرات حوله مرددين “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.
قبل مقتله بساعات تسلق أبو ثريا عمود كهرباء قرب الحدود ليرفع العلم الفلسطيني كما ظهر في صور وشريط فيديو تداوله نشطاء التواصل الاجتماعي.
فقد إبراهيم ساقيه خلال اجتياح إسرائيل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة في أبريل 2008 بحسب ما قال والده وأقرباؤه لوكالة الصحافة الفرنسية
وليس لديه عمل ولم يتزوج بعد إصابته وكان يعيش مع عائلته في دير البلح وسط القطاع.
زحفاً أو على كرسيه المتحرك
وقال شقيقه سمير إن “إبراهيم كان شجاعاً. أصيب في 2008 بقصف مروحي صهيوني استهدفه بعد أن أنزل العلم الكيان الصهيوني ورفع مكانه العلم الفلسطيني على الحدود”.
وتابع “لم يمنعه ذلك من التظاهر من أجل القدس، كان يذهب لوحده يومياً إلى الحدود”.
وقبل مقتله ظهر أبو ثريا الجمعة وهو يزحف ويرفع علامة النصر مباشرة أمام السياج الفاصل على مرأى من الجنود الصهيونين.
ويقول الشاب في الفيديو بينما يلتف حوله شبان آخرون وهو يلوح بالعلم الفلسطيني “أريد أن أذهب إلى هناك” في إشارة إلى الجانب الآخر.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل فيديو له وهو يزحف قبل أيام باتجاه الحدود ويجيب على أحدهم عن سبب مجيئه “هذه الأرض أرضنا، لن نستسلم، أمريكا لازم تسحب قرارها”.
وظهر في فيديو آخر وهو يلوح بيديه للجنود الإسرائيليين في الموقع المحصن ويشير إلى ساقيه المبتورتين ثم يتقدم نحوهم خطوات خرى.
وأشار شقيقه سمير إلى أن “إبراهيم كان صديق الشهيد ياسر سكر، وقد استشهدا معاً اليوم”.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة إن “أبو ثريا قتل برصاص القناصة الصهيونين.. الجيش الصهيوني يستخدم سياسة القنص ويستخدم الرصاص الحي ضد المدنيين العزل” في القطاع الخاضع لحصار محكم في ما يعد عقوبة جماعية على سكان القطاع الفقير الذي يعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الحادثة تحديداً.
إلا أن متحدثة باسم الجيش زعمت أنه قد “كانت هناك أعمال شغب عنيفة للغاية في جميع المناطق في قطاع غزة، آلاف الفلسطينيين شاركوا في هذه الأعمال، جنود الدفاع الإسرائيلي أطلقوا النار بشكل انتقائي باتجاه المخططين الرئيسيين”.
بفارق ساعة
أعلن مقتل أبو ثريا بعد أقل من ساعة من مقتل ياسر سكر (32 عاماً) برصاص الاحتلال.
وقالت حماس في بيان صحافي مساء الجمعة إن “تعمد قتل المتظاهرين السلميين في الضفة وغزة يؤكد حقيقة إجرام المحتل الصهيوني”، داعية إلى “مواصلة الفعاليات، ودعمها بكل أدوات الدعم اللازمة حتى تحقيق أهداف شعبنا”.
وتظاهر عشرات الآلاف في قطاع غزة رفضاً لاعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتوجه آلاف الشبان إلى الشريط الحدودي شرق القطاع حيث عبروا عن غضبهم عبر رشق الجنود الصهيونين بالحجارة.
وفي حين يواجه شباب يومياً بالحجارة في الضفة الغربية وغزة الجنود الصهيونين الذين يردون بالرصاص المطاطي والحي، فإن الاحتجاجات لم تتخذ حتى الساعة أبعاداً كان يخشى منها فيما حذر المجتمع الدولي من ردود فعل يتعذر ضبطها وتوعدت حركة حماس بفتح “أبواب جهنم” على المصالح الأميركية، ودعت إلى “انتفاضة جديدة”.
ومنذ أن أدار ترامب ظهره لعقود من الدبلوماسية الأميركية والدولية عمت التظاهرات الأراضي الفلسطينية وقتل ثمانية فلسطينيين وجرح المئات في صدامات مع الجيش الصهيوني الذي اعتقل العشرات. وبين القتلى اثنان من عناصر حماس قتلا في غارة صهيونية بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة لم توقع إصابات.
ووضع القدس من القضايا الجوهرية في أي تسوية سلام محتملة للنزاع الصهيوني-الفلسطيني.