روبيل مون.. مؤلف وموسيقي ومغني مغربي مقيم بالديار الكندية، يخلق «البوز» داخل مواقع التواصل الاجتماعي، منذ إطلاقه فيديو كليب، أغنية الراحل الحسين السلاوي «لماريكان» الخميس 17 نونبر الجاري، إذ صورها تحت إدارة المخرج هشام العلج، ما بين أزقة وشوارع مونتريال، وأقدم سينما بمدينة مراكش، تعرضت للإقفال منذ سنوات. 24 ساعة، بعد طرح العمل، حصد ما لا يقل عن 20 ألف مشاهدة، قبل أن تبلغ في ظرف ثلاثة أيام، 50 ألف مشاهدة على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، وتجاوزت حاليا 80 ألف مشاهدة.
اختيار بدر جناوي، وهذا هو اسمه الحقيقي الحسين السلاوي بالذات، رام أساسا إعادة الاعتبار لهذا الفنان الكبير والاستثنائي، بعد أن ظل اسمه خالدا بما خلفه من أعمال تمتح من معين «تمغربيت» الحقيقية، وهو جعله مجايلا لعديد أجيال حتى يومنا هذا، «الحسين السلاوي يعد ظاهرة لم نعره الاهتمام الذي يستحق، وكان سابقا لزمانه..» يقول روبيل مون.
بيد أن انتقاء روبيل مون لقطعة «لماريكان» دونا عن غيرها، لم يكن عن طريق الصدفة هو الآخر، وبرره بقوله: «هي أغنية تحكي عن وصول الأمريكيين إلى المغرب أثناء الحرب العالمية الثانية، وكيف أصبح الناس يركبون موجة الأمركة ويتأمركون» يوضح روبيل.
في مقابل ما وصفه روبيل مون، بالتأمرك من طرف البعض، يقدم تجربته الشخصية كنموذج مخالف لهذا التأثر، فهو كما يقول سافر إلى أمريكا الشمالية، وحاول أن يعرف بالثقافة المغربية هناك. وأول خطوة ملموسة في هذا الباب، إقدامه على طرح فيديو كليب أغنية «لمريكان»، ولن يقف عند هذا الحد، بل ينكب في الوقت الحالي، على إعداد تصورات فيديو كليبات أخرى، تصب كلها في رافد الترويج لألبومه الغنائي الأول والموسوم بـ«الأيام».
لم يكن مسار هذا المراكشي مفروشا بالورود، بل كابد كل المعاناة قبل أن يصل إلى الضفة الأخرى، ويغدو اسما له وزنه في عالم الموسيقى. نشأ وترعرع في حي شعبي بمدينة مراكش. انطلق حبه للموسيقى منذ سن مبكرة، قصر ذات اليد، جعله يبدع أول آلة موسيقية باستخدام الخشب العادي، وأسلاك فرامل الدراجات الهوائية كأوتار، كما كان أطفال الأحياء الشعبية يصنعون «حتى أصحاب أبناء حينا الذين كانوا يستخدمون الطام الطام»، ولم يتمكن من اقتناء أول قيثار له، إلا في فترة لاحقة، لما عاين بأم عينيه، رواد ركوب أمواج أستراليين يلعبون به في شاطئ إمسوان نواحي أكادير.
لم يكن له من سلاح، وهو يقرر السفر إلى مونتريال سوى قيثارته بيده، ومن هنا انطلق المشوار، وبدأ اسم روبيل مون يطفو إلى السطح. في أول مشاركة له بـ «أوبن ميك»، انتبه إلى موهبته واحد من أشهر عازفي «الباس» جيل بريزبوا، إذ يشتغل مع نخبة من المغنيين الكنديين النجوم، كجين لولو ويان بيرو. جيل التقط بسرعة، أن هذا الشاب يختزن شيئا ما، اقترح عليه المرور بالاستوديو الخاص به الكائن بحي «ميل إيند»، حيث يعد نواة حقيقية لتفريخ الفنانين والمبدعين الشباب.
بعد هذا اللقاء، لم يضيع روبيل مول كثير وقت، وقرر تأسيس فرقة موسيقية على الطريقة الكيبيكية، جيل بريزبوا سييسر له الطريق، ويقترح عليه صديقا له، اشتغل سابقا مع بون جوفي، وهو «الباتور» إنجي غروسيو، وانطلقت رحلة هذا الثلاثي، وجابوا عددا كبيرا من المطاعم والحانات بمونتريال، قبل أن يتحقق له أول صعود له على خشبة بكندا أمام الفنانة «أوم» عام 2014، عاما بعد ذلك، سيوقع على مشاركة في المهرجان الدولي لليالي إفريقيا بمونتريال