اعتبر المؤرخ الفرنسي بيار فيرميرن المتخصص في شؤون المغرب ان عودة الاخير الى الاتحاد الافريقي تشكل انتصارا سياسيا “رمزيا” من دون مفاعيل فورية تذكر، وخصوصا بالنسبة الى ملف الصحراء الغربية، وتكشف خصوصا ضعف موقف الجزائر.
كيف تنظرون الى العودة الناجحة للمغرب الى الاتحاد الافريقي؟
انسحب المغرب من الاتحاد الافريقي في 1984 ثم اختار العودة وتكلل هذا الامر اخيرا بالنجاح. المغاربة مسرورون وفخورون وهذا طبيعي. وهذا من دون شك انتصار دبلوماسي للمغرب لكن ما حصل هو قبل كل شيء معركة رمزية. الوقائع لن تتبدل على المدى القصير. انه نجاح معنوي لن تكون له كثير من النتائج الملموسة. مثلا، هذا ليس انضماما الى الاتحاد الاوروبي مع مفاعيل مباشرة على صعيد التبادل. الامور الاساسية مع الدول الافريقية ستستمر على المستوى الثنائي.
ما التداعيات على ملف الصحراء الغربية الاستراتيجي بالنسبة الى المملكة؟
هنا ايضا لم تتغير مواقف افرقاء النزاع. سيكون من الافضل للمغرب من دون شك ان يواجه خصمه البوليساريو مباشرة داخل الاتحاد الافريقي. من جهتها، ستستغل جبهة بوليساريو والجزائر التي تدعمها الموقف للقول ان عودة المغرب تساوي الاعتراف بحدود “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” التي اعلنتها بوليساريو. في النهاية وعلى المستوى العام قد يكون هذا الامر جيدا لان المرء لا يصنع السلام الا مع اعدائه.
منذ توقف النزاع المسلح قبل اعوام، فان معركة الصحراء الغربية تخاض مع بقية افريقيا. لقد سجل المغرب نقطة لان غالبية الدول الافريقية ما كانت لتعارض عودته الى الاتحاد. لكن هذه الدول التي يمكن وصفها بانها +على الحياد+ داخل المنظمة لن تؤيد الموقف المغربي من الصحراء.
هذا يعني في النهاية ان لا تغييرات ملحوظة على المدى القريب، وخصوصا ان هذا الملف هو في يد الامم المتحدة وليس الاتحاد الافريقي.
كيف تنظرون الى دور الجزائر في هذه المعركة؟
لعبت الجزائر ورقة المعارضة لعودة المغرب. ولكن حين شاهدت المسار الذي تسلكه الامور بدلت موقفها وهي تؤكد الان ان انضمام المغرب مجددا الى الاتحاد الافريقي يساوي اعتراف الرباط ب”الجمهورية الصحراوية”.
لكن القضية تكشف ايضا ضعف الجزائر حاليا وخصوصا ان رئيسها لا يسافر ولا يدلي بتصريحات فيما يدير كبار الموظفين شؤون السياسة الخارجية. اما في الجانب الاخر فالملف يتولاه مباشرة ملك ورئيس دولة يقوم بجولات دورية في المنطقة.