قبل ساعات، جسد المجتمع المغربي بكل أطيافه، ملحمة كبرى وصورا رائعة، من التلاحم والتماسك والتراحم والبذل والعطاء، كلها معان متأصلة ومتجذرة داخل بلدنا الحبيب، حفظه الله من كل مكروه، ففي خطوة طيبة غير مسبوقة، بادرت مجموعة”المدى” بالمساهمة ب 2 مليار درهم في “صندوق كورونا”.
فما هي إلا أيام معدودة، فصلتنا عن القرار السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله والقاضي بالإحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا يستهدف تعزيز المنظومة الصحية، ودعم القطاعات المتضررة من تفشي فيروس كورونا المستجد، عبر ضخ اعتمادات تصل إلى 10 مليارات درهم، حتى انطلقت المبادرات التطوعية، للمساهمة في هذا الصندوق، ونجح المغرب خلال يوم واحد في جمع أكثر من 10 مليارات درهم لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، بعدما أعلن أثرياء مغاربة، وشركات عمومية وخاصة وأعضاء الحكومة والبرلمان، تقديم مساهمات وتبرعات مهمة لفائدة صندوق مكافحة آثار هذه الجائحة. وكان من بين السباقين لتجسيد قيم “تمغربيت” الحقيقية، ماقام به الأخ عزيز اخنوش، مالك الشركة المواطنة أفريقيا، ليساهم ب 100 مليار سنتيم، وهي المبادرة الوطنية، التي أسلفنا أنها ستحسب للشركات المغربية المواطنة،
إن التضامن الذي عبر عنه المغاربة بكل فئاتهم، قيمة أخلاقية سامية، أثمرت شعورا وإحساسا منقطع النظير بالواجب الإنساني، والأخوي، إنه بلا فخر شعور نبيل ليس غريبا عن المغاربة الأقحاح، لا يمكن أن يؤمن به ويتحلّى بخصاله إلا من كانت له شخصية مفعمة بالإنسانية وبالحسّ الاجتماعي المرهف، فما جسدناه اليوم في هذه المحنة، من دروس البذل والعطاء، تكرر في عصور كثيرة من تاريخ هذا البلد.
إننا بهذا الإنجاز الوطني الرائد، والاستنفار المجتمعي الذي جسد معان سامية أمر بها ديننا السمح الحنيف، من مثل شعار، ” القوي يحمي الضعيف و الغني يعيل الفقير”، فقد بات من واجبنا جميعا التحلي بمثل هذه التعاليم التي ما فتئت مختلف الأديان تحث عليها و توجب العمل بها و هي ممارسات تترجم ما يصطلح عليه باسم التضامن والتماسك الاجتماعي الكبير، و ما تحويه هذه العبارة من مفاهيم تحث عليها قيمنا المغربية الأصيلة ” تمغربيت”.
إننا مطالبون اليوم وقبل أي وقت مضى، أن نكون يدا واحدة، ونتعامل كمجتمع متراحم ومسؤول، يجسد أبهى صور الوطنية الصادقة، وندعم جميعا كل المبادرات المدنية والرسمية، التي تحد من خطورة انتشار هذا الوباء، ونستجيب لكل التوجيهات التي تصدر عن مؤسسات الدولة المغربية، حفاظا على أمن وسلامة وطننا الحبيب، ونظهر مزيدا من التعاطف والتوادد فيما بيننا، ونلتزم بكل النصائح الطبية، حفظ الله بلادنا وشعبنا وملكنا المحبوب، من كل مكروه أو سوء، وتقبل الله من الجميع.
عبدالرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية