أقل ما يمكن أن يقال عن عودة شباط، هو “عيد مبارك سعيد لحزب العدالة والتنمية”، ولمن يشكك في ذلك، يكفيه العودة إلى سنتي 2014 و2015، حيث كان يتم تحضير النسخة الأولى للمخطط السياسي لإسقاط حزب العدالة والتنمية(..)، وقتها، وفي إطار لعبة الأشخاص وليس في إطار التفكير الاستراتيجي(..)، أكدت مصادر ، أن شباط استبق انتخاب رؤساء الجهات، وذلك بالتموقع في موقع المساندة النقدية للحكومة، بعدما تأكد من وجود مخطط آخر كان يقضي بتحضير ضربة مفاجئة كبيرة لحكومة بن كيران، تقضي بانسحاب الأحرار من الحكومة مباشرة بعد انتخاب رؤساء الجهات، وقد كانت مقدمة ذلك، اكتساح حزب الأصالة والمعاصرة لانتخابات الجهات، بعد أن فاز الحزب في جهة الدار البيضاء سطات، وجهة مراكش آسفي، وطنجة تطوان الحسيمة، وبني ملال خنيفرة، والجهة الشرقية، ويا لها من مفارقة، حزب العدالة والتنمية هو الفائز بالمرتبة الأولى في انتخابات أعضاء المجالس الجهوية بـ 174 مقعدا، أي بنسبة 25.66 في المائة، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة في الرتبة الثانية بـ 132 مقعدا، أي بنسبة 19.47 في المائة، ثم حزب الاستقلال بـ 119 مقعدا، أي بنسبة 17.55 في المائة… المواطنون صوتوا على حزب العدالة والتنمية في الجهات والمدن، وبوأوه المرتبة الأولى.. لكن الفائز بعد التصويت، كان هو حزب الأصالة والمعاصرة، ليطرح السؤال: ما فائدة التصويت؟ وما فائدة النتيجة؟ وهل يتعلق الأمر بمؤامرة؟
وقد سبق احدى الجريدة المغربية ، كشفت هذا المخطط كاملا، والذي لعب فيه شباط دورا محوريا، لولا أن محاولة الضحك على شباط أيضا أفسدت اللعبة بكاملها، حيث تقول بعض المصادر، إن تنازلات شباط وصلت إلى حد قبوله بالاكتفاء برئاسة جهة مكناس، غير أن اللعبة السياسية اختارت رجلا لا طعم له من الناحية السياسية، هو امحند العنصر، فغضب شباط(..)، كما سبق للجريدة أن نشرت التفاصيل، وأكدت أن الجزء الأول من الخطة طبق حرفيا، لكن الجزء الثاني توقف في ليلة (الأحد) مع إعلان شباط عن وضع رجله الأولى في الحكومة (كان في المعارضة)، وكان ذلك ضربة استباقية لانسحاب محتمل لحزب الأحرار، حيث كان التنسيق يقتضي انتهاز الفرصة لترجيح كفة إلياس العماري، بوصفه قائدا للتحالف المنقلب، لتشكيل الحكومة بعد فشل بن كيران الذي سيجد نفسه مضطرا للخروج إلى المعارضة، رغم احتلاله للصف الأول، وقتها، أمكن القول في حالة خروج حزب التجمع الوطني للأحرار للمعارضة، وطبقا للمقتضيات الدستورية، في حالة عجز بن كيران عن صناعة تحالف حكومي، ستنتقل المبادرة إلى الحزب الذي يليه، وهو في هذه الحالة حزب الاستقلال الحاصل على 61 مقعدا برلمانيا، متبوعا بحزب التجمع الوطني للأحرار بـ 54 مقعدا، وحزب الأصالة والمعاصرة بـ 48 مقعدا.. وبما أن الأحزاب الأخيرة متحالفة في ما بينها، فالأرجح هو سقوط مدوي لبن كيران، حسب السيناريو.
هكذا إذن، ساهم شباط “خوفا” أو “طمعا” في رسم ملامح المرحلة السابقة، وكان قاب قوسين أو أدنى من إسقاط حزب العدالة والتنمية بالضربة القاضية، بحكم خبرته الكبيرة في الانقلابات السياسية.
“مبروك العيد” بالنسبة لحزب العدالة والتنمية تبدأ من فاس، حيث كتبت الصحافة عن عودة شباط، بأنها عودة من أجل استعادة فاس، فقد: ((روج أنصار حميد شباط، الأمين العام السابق للاستقلال، المثير للجدل، أنه سيخوض معركة استرجاع فاس من يد إدريس الأزمي الإدريسي، القيادي في العدالة والتنمية، ودعا أنصار شباط إلى التعبئة لخوض معركة انتخابية حامية الوطيس، لتقليص حجم هيمنة البيجيدي” على فاس، وإعادتها إلى حضن الاستقلاليين، بعد عودة “زعيمهم” ليلة الأربعاء الماضي، قادما من تركيا، بعد غياب دام قرابة سنتين، جراء فقدانه منصبه أمينا عاما للحزب، ومنصبه أمينا عاما لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وتصريحاته المثيرة حول موريتانيا، وإبعاد حزبه من المشاركة في الحكومة، التي كان غريمه السياسي، عبد الإله بن كيران، بصدد تشكيلها، قبل تنحيته من منصبه وتعويضه بسعد الدين العثماني)).
وقالت مصادر “الصباح”: ((إن قيادة الاستقلال لم تلتق بعد بشباط، المثير للجدل، لمناقشة مستقبله السياسي، ولم يفاتحها بدوره في هذا الأمر، إذ ينتظر أن يعلن عن خطوات قادمة في هذا الشأن، خاصة وأن الاستقلاليين عرف عنهم، أنهم لا يطردون أعضاءهم، حتى الغاضبين منهم، لذلك يمكنهم العودة إلى الحزب متى شاؤوا، وأضافت المصادر، أن مكانة شباط في الحزب قائمة، ومحفوظة، لأنه عضو المجلس الوطني واللجنة المركزية، وله حق المشاركة في أي اجتماع حزبي بتلك الصفة، كما كان يفعل في بداية افتتاح الدورة البرلمانية، من خلال حضور جلسات البرلمان واجتماعات الفريق)) (المصدر: جريدة الصباح).
هكذا إذن، قد تبدأ معركة شباط من فاس التي يسيطر عليها اليوم صاحب عبارة “الديبشخي”، ولا شك أن شباط يعرف أكثر من غيره طريقة مواجهة “البيليكي”، وعليه، يمكن القول “مبروك العيد” لحزب العدالة والتنمية، في نسخته الضعيفة التي يقودها سعد الدين العثماني حتى إشعار آخر(..).