عاشت بلادنا جائحة كورونا، وعاش معها المشهد السياسي، صنوفا من ردود الفعل، أظهرت عجزا وترددا وضبابية في خطاب هذا المشهد، فما هي يا ترى أسباب هذا القصور والضعف؟، في هذه الإطلالة الاعلامية، نحلل بعضا من جوانب هذا التردد، لنؤكد أنه مازال هناك مجهود كبير ينبغي بذله أكثر داخل المشهد السياسي بالمغرب.
لأن حضوره وتفاعله مع جائحة كورونا، أثر سلبا على الأجوبة التي قدمها بعد هذه بروز هذه الكارثة الصحية، كما أن تفاعله أيضا مع القضايا العليا للوطن لم يكن في المستوى المطلوب، كلها مؤشرات كشفت ترددا في هذا المشهد السياسي، و ضبابية علت محياه وطبعت مساره الذي ارتهن إلى الانتظارية، مما أثر سلبا على استجابته بفعالية لانتظارات المواطنين عموما والشباب منهم على وجه الخصوص، وعلى ما قدمه من أجوبة، لم تكن واقعية، في مواجهة تحديات المواطنين المغاربة، ولم تقدم لهم أجوبة مقنعة تساعدهم على تجاوز مشاكل واقعهم المعيش، بعد أزمة كورونا.
فما دمت أنا أيضا فاعلا سياسيا أنتمي لهذا المشهد فما ينبغي التأكيد عليه هنا في إطار الانتقاد الذاتي، أنه حانت ساعة الحقيقة ودقت .
المشهد السياسي على ضوء الزلزال الجيوسياسي الذي عرفه العالم، بسبب أزمة كورونا ، لم يكن في المستوى، لأن هذه الجائحة عرت الواقع الاقتصادي والاجتماعي، فكان رد هذا المشهد السياسي ضعيفا على هذه التحديات، لأنه كان ينبغي أن يتسم بالاستباقية، ويتحول إلى مشتل للأفكار التي تساعد في تنمية البلاد، وتساعد المواطنين على مواجهة التأثيرات السلبية لهذه الجائحة.
لم يعد بالإمكان أن نكذب على المواطنين، وجب أن نتوقف عن تقديم خطاب سياسي تجاوزه الزمن، علينا أن نسارع إلى تغيير المنظور الفكري للسياسة، لأن العالم الذي نعيش فيه هو عالم حائر، ومتوتر، وغير مستقر، فيه الخوف من المستقبل، ويعاني من أزمة قيم، وغياب تام لهذه القيم، أصبحنا نرى الشباب يعاني من مشاكل، وأصبح ضائعا، فقد البوصلة، وهنا يبرز الدور المهم للسياسيين ممن لهم حس قيادي، أن يمدوا هذا المشهد السياسي المتردد، بأفكار جديدة، تمنح الأمل للشباب في المستقبل، حتى نتفادى خطابا سياسيا متجاوزا بات لا يقنع الشباب، هي إذن تحديات كبرى تواجه هذا المشهد، الذي بات محتاجا للكفاءات والإبداع والتجديد والإصرار على تغيير المنظور الفكري، والايديولوجي، لأن ثمة متغيرات عالمية، ستغير لا محالة وجه العالم، خصوصا بعد التحديات والتاثيرات السلبية، لوباء كورنا، دوافع تجعلنا نفكر قبل اي وقت مضى، في امتلاك منظور جديد، يقطع مع الزمن القديم، في ممارسة السياسية باسلوب متجاوز فكريا وسياسيا وبات لا يستجيب ولا يجذب الشباب لممارسة السياسة والانخراط في عالمها، هي إذن مجموعة أفكار نتقاسمها فيما بيننا كسياسيين وأطر فاعلة داخل الأحزاب الوطنية المغربية، لعلنا نصل المبتغى ونحن مؤمنون، بأنه ما بعد زمن كورنا لم يترك لنا خيارا، إلا أن نجدد ونبدع ونفكر، ونعمل كل ما وسعنا للنهوض بواقعنا السياسي، حتى يحارب تردده، وضعفه، في امتلاك روح المبادرة، والالتصاق اكثر بهموم المواطنين والشباب على وجه الخصوص.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية و رئيس مكتب غرفة التجارة البرازيلية المغربية بالمغرب