يتوقع الأستاذ عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، رئيس مجموعة رؤى فيزيون للتفكير الاستراتيجي، أن أحزاب المعارضة، سيكون لها دور كبير في رسم معالم المشهد السياسي القادم في استحقاقات 2021، مثل حزب الأصالة والمعاصرة والاستقلال وأحزاب أخرى، لأنها في اعتقاد الخبير الزرايدي راكمت رصيدا قويا على مدى سنين ولديها شعبية وازنة، سيمكنها أن تكون بديلا عن الحزب الأغلبي، الذي تعوزه التجربة والحكامة وخبرة تسيير دواليب الدولة، ويعاني من جمود في الأفكار ومن غياب بروفايلات كاريزماتية.
وقال الزرايدي في حوار صحفي مع جريدة بناصا الالكترونية، إن أحزاب المعارضة ستضخ دماء جديدة في المشهد السياسي في الفترة القادمة.
ولم يفت الزرايدي أن ينبه في حواره، على معضلة عزوف الشباب المغربي عن السياسة، بسبب وجود مشكل كبير يتعلق بضرورة تجديد النخب، لأن الأحزاب لم تهيئ نخبا جديدة، مما يجعل الشباب يفر من الفعل السياسي، ويكتفي بالتحليق في الفضاءات الاجتماعية، وهو ما نبه الزرايدي إلى ضرورة محاربته وتجاوزه تمهيدا لعودة ثقة الشباب في السياسة.
ماذا فعلت أحزاب المعارضة من أجل مواجهة الحزب الحاكم؟
أظن أن الأمل هو في أحزاب المعارضة التي راكمت رصيدا قويا على مدى عقود ولديها شعبية وازنة، في حين أن حزب العدالة والتنمية هو حصيلة فاشلة وتنقصه التجربة والحكامة وخبرة تسيير دواليب الدولة ويعاني من جمود في الأفكار ومن غياب بروفايلات كاريزماتية، وتعوزه الرؤى الديناميكية التي تتفاعل مع التغيرات المحلية والدولية، وخلق المشاريع من أجل تحقيق الرفاهية للمجتمع، وهذا ما نتمناه في أحزاب المعارضة، مثل حزب الاستقلال أو الأصالة والمعاصرة، أو حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب أحزاب أخرى التي قد تضخ دماء جديدة في المشهد السياسي الذي يعاني من “أنيميا حادة”.
نرى أن الشباب المغربي أصبح ينفر من السياسة ومؤسساتها، ويكتفي بالتحليق نحو فضاءات التواصل الاجتماعي لتفريغ آراءه وميولاته وكذلك غضبه من المشهد السياسي، ما الذي أدى إلى ذلك؟
حقا، هناك عزوف خطير عن السياسة من لدن الشباب، كرسته بعض الأحزاب السياسية في مشهد ريعي يهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق المصلحة الشخصية، ويعاني من انعدام الخطاب السياسي والأفكار التي تغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأظن أن هذا موجود في الخطاب وفي البرامج السياسية الذي لا تشتطيع إقناع الشباب، لأن الواقع في واد وما تقوم به بعض الأحزاب شي آخر.
ذالمشكل الثاني، هو أن بعض الأحزاب تنادي الدولة بتطبيق الديمقراطية، بينما تغيب هذه “الصيحة” داخل الأحزاب من خلال إقصاء الشباب، بحيث هناك مشكل كبير في تجديد النخب، والأحزاب لم تهيئ نخبا جديدة، مما يجعل الشباب يفر من الفعل السياسي، ويكتفي بالتحليق في الفضاءات الاجتماعية كما جاء في سؤالك، وهذا واقع مر والحال في مشهدنا السياسي يمكن وصفه بـ “البئيس”.