الخبير الاستراتيجي عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط: الحركة الإسلامية عجزت عن مسايرة الدينامية التي يشهدها العالم وآن الأوان لتغيير رؤاها الفكرية للتقدم إلى الأمام.. لأن منطق الحكم يتعارض مع منطق الابتزاز والايديولوجيا.
يمر الإسلاميون بالمغرب هذه الأيام بمخاض عسير، وتعصف بهم صراعات إيديولوجية، فجرتها أحداث سياسية وديبلوماسية تمر منها المملكة، جزء من هذه الصراعات والتطاحنات كان وليد تجربتهم السياسية في الحكم، والجزء الآخر، هو ضعفهم الفكري في فهم ما يدور من حولهم من متغيرات يشهدها العالم بشكل سريع، ليجد البعض منهم نفسه، عاجزا عن استيعاب مايجري من حوله من أحداث وقرارات مصيرية، فيحيد عن جادة الصواب بدافع ايديولوجي تجاوزه الزمن متناسين ان منطق الدولة والحفاظ على مصالحها العليا، يتعارض كليا مع الفكر الايديولوجي الذي يصبح في غفلة من أصحابه ومعتنقيه ابتزازا غير مبرر ورغبة في الهيمنة على الدولة، ويتحول هذا الإشكال الخطير إلى قصور في الفكر، لهذا فحديثنا اليوم عن الحركة الإسلامية، خصوصا موقفها المتباين من الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كافة الصحراء المغربية، ومن الاتفاق الإسرائيلي، كشف بالملموس، خطورة الايديولوجيا التي تعاني منها الحركة الإسلامية حين لا تستطيع استيعاب ما يفرضه تواجدها في الحكم، ومن هنا نبهنا أن على هذه الحركة الإسلامية القيام بمراجعات فكرية حتى تميز بين الطيب والخبيث، و الغث والسمين في مواقفها التي باتت تؤثر على المصالح العليا للوطن خصوصا حين لا تأخذ بعين الإعتبار بما يحاك ضد بلادنا من مكائد ودسائس.
فبعض من الاسلاميين بمواقفهم التي يعلنون عنها اليوم وفي الوقت الميت، تفتح “باب جهنم”، على البلاد والعباد، في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة المغربية إلى مواقف متزنة تصون المصالح العليا للوطن، ولا تعبث بها.
في الجزء الثاني من الحوار الصحفي المطول الذي أجراه الأستاذ عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط رئيس مجموعة رؤى فيزيون للتفكير الاستراتيجي، مع جريدة بناصا الالكترونية، يميط اللثام على واحدة من الإشكاليات الفكرية التي باتت تعاني منها الحركة الإسلامية بالمغرب، والتي لم تستطع أن تتجاوزها.
حيث يقول الزرايدي، إن على الاسلاميين، إعادة قراءة الواقع من جديد، لأننا أمام عالم متغير ومتحول يفرض اتخاذ المبادرات وتعزيز المكتسبات.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي، أن على هذه الحركات يجب عليها ألا تستمر في ممارسة نفس الإيديولوجية التي تجاوزها الزمن والتي انتهت مع تراجع لغة الإيديولوجية أمام لغة المصالح الاقتصادية والاستراتيجية، لأن الكل يضيف الأستاذ الزرايدي، بات يحرص على تحقيق المكتسبات وصونها وليس العيش على مغالطات ايديولوجية، فالمستقبل الآن هو للتعاون والتعايش والتسامح.
وأوضح الزرايدي، الخبير الاستراتيجي، أن الحركة الإسلامية، مع الأسف الشديد، أثبتت فشلها الذريع على مدى قرن من الزمن حيث أن تأثير العالم العربي والإسلامي أصبح ضئيلا في عالم اليوم.
ويشدد الزرايدي في حواره مع “بناصا”، أن الأيديولوجية القومية والإسلامية جعلت العالم العربي والإسلامي يتخلف عن الركب الحضاري مقارنة بباقي بلدان العالم.
ولتدليل على الإشكالات الفكرية التي يتخبط فيها الإسلاميون اليوم، قال الخبير الزرايدي، إن إجابات الحركات الإسلامية تظل فضفاضة خصوصا فيما يتعلق بالإشكاليات الآنف الذكر، ومن تم فهو يوضح أن الحركة الإسلامية عجزت عن مسايرة هذه الديناميكية التي يشهدها العالم، ليشدد أنه آن الأوان لتغيير هذه الرؤى الفكرية للتقدم إلى الأمام والصعود إلى مركبة الدول الصاعدة التي تحقق التقدم والرفاهية لشعوبها.
كيف ترى تأثير استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية على الحركات الإسلامية المغربية التي كانت تدعو إلى مناهضة كل أشكال التطبيع؟
على الحركات الإسلامية بالمغرب إعادة قراءة الواقع من جديد، لأننا أمام عالم متغير ومتحول يفرض اتخاذ المبادرات وتعزيز المكتسبات، ولا يجب على هذه الحركات وهي تستمر في ممارسة نفس الإيديولوجية التي تجاوزها الزمن والتي انتهت مع تراجع لغة الإيديولوجية أمام لغة المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
ينبغي أن نعلم أن الأيديولوجية الإسلامية تسوق معطيات غير حقيقية، فمثلا عدد ضحايا الحرب الإيرانية العراقية فاق مليون شخص بين المسلمين، فيما عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاعتداء الإسرائيلي منذ عام النكبة لم يتجاوز 100 ألف شهيد تقريبا، وينبغي أن نحرص على تحقيق المكتسبات وصونها وليس العيش على مغالطات أيديولوجيا، إذ أن المستقبل الآن هو للتعاون والتعايش والتسامح والحركة الإسلامية، مع الأسف الشديد، أثبتت فشلها الذريع على مدى قرن من الزمن حيث أن تأثير العالم العربي والإسلامي أصبح ضئيلا في عالم اليوم، فالأيديولوجية القومية والإسلامية، جعلت العالم العربي والإسلامي يتخلف عن الركب الحضاري مقارنة بباقي بلدان العالم.
لقد أصبحنا في ذيل الترتيب العالمي فيما يخص التنمية البشرية والرفاهية، رغم أننا نتوفر على موارد طبيعية من الغاز والبترول وغيره، لذلك فيجب على الحركة الإسلامية أن تغير وتعيد النظر في مذهبياتها وأن يكون الولاء للوطن، لأن الأمم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تدافع عن مصالح الأمريكيين، ونفس الأمر ينطبق على روسيا التي تدافع عن الروس، وفي مقابل ذلك نجد أن الحركات الإسلامية في بلدانها تدافع عن توجه آخر غير التوجه القومي للبلد.
المستقبل اليوم للتعاون والتعايش والسباق نحو التحصيل العلمي، وربح أسواق خارجية ورهان تحقيق رفاهية المواطنين، كما أن هناك تحديات ورهانات كبير يواجهها العالم، نظير ندرة المياه والتغير المناخي والإرهاب ومشاكل الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة والاتجار في البشر وغيرها.
فرغم غياب العدالة الاجتماعية والطبقية ومعضلة البطالة، إلا أن إجابات الحركات الإسلامية تظل فضفاضة في الإشكاليات الحقيقية الآنف ذكرها، لاسيما أننا نعيش في عالم متغير.
الحركة الإسلامية عجزت عن مسايرة هذه الديناميكية التي يشهدها العالم، وآن الأوان لتغيير هذه الرؤى الفكرية للتقدم إلى الأمام والصعود إلى مركبة الدول الصاعدة التي تحقق التقدم والرفاهية لشعوبها.