يعرف حزب الاشتراكي الموحد خلافات داخل المكتب السياسي للحزب، بسبب اختلاف الرؤى حول تدبير المرحلة ما قبل الاستحقاقات، في ظل وجود صراعات بين أقطاب فيدرالية اليسار حول مسألة الترشيحات في المدن الكبرى والمتوسطة، حيث أن أنصار منيب يريدون فرض الأمر الواقع والتحكم في لجنة الترشيحات، بينما يرى الحلفاء أن المرحلة تتطلب التنسيق والتشاور مع القواعد والهيئات المحلية.
فمسألة الاندماج خلقت خلافات بين مكونات فيدرالية اليسار، وأيضا داخل قيادات الاشتراكي الموحد، حيث يطالب البعض بوضع تاريخ لتحقيق الاندماج وفق أرضية متفق عليها، إلا أن النقاش كشف عدم وجود أي مؤشرات لتحقيق ذلك، حيث أن هناك من يريد تحقيق الاندماج خلال المرحلة الحالية بهدف التحضير للاستحقاقات بطريقة تشاركية، فيما آخرون يطالبون بتأجيل هذه المسالة إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
وشهدت إحدى اجتماعات الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار، خلال الأيام الماضية، في المقر المركزي للحزب الاشتراكي، مشادات كلامية بين الأمينة العامة نبيلة منيب، وأحد أعضاء المكتب السياسي، أمام أعين أعضاء الفيدرالية المنتمين لحزب الطليعية الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي.
وترى مكونات الفيدرالية، أن مسألة اختيار المرشحين والمرشحات يجب أن تسند إلى الهيئات المحلية للتداول حول اختيار وتوزيع المرشحين بين الأحزاب وترتيبهم، وأيضا إحداث لجنة تنسيق على مستوى كل عمالة وإقليم، للبت في لوائح الانتخابات التشريعية والجهوية.
وقد فجرت مسألة اختيار وكلاء بعض اللوائح مثل (وكيل لائحة فاس) خلافات داخل مكونات الفيدرالية، بسبب اختيار الاشتراكي الموحد لوكيل اللائحة بفاس الجنوبية دون أخذ موافقة الشركاء في حزبي الطليعة والمؤتمر الوطني، الشيء الذي جعل باقي مكونات اللجنة المحلية للفيدرالية بالعاصمة العلمية، ترفض انفراد رفاق منيب بتعيين وكيل اللائحة وفرض الأمر الواقع دون البت في الخلاف على الصعيد المحلي والوطني.