كان العدو في سنوات الحرب في الصحراء ، يقوم دائما بهجمات على ترتيبات ومواقع القوات المسلحة الملكية يوم الأعياد الدينية ، سواء قبل إنشاء الخط الدفاعي أو بعده . أتذكر في ثمانينات القرن الماضي ، كيف كنا نذبح الأضاحي التي تمنحها لنا القيادة العليا ليلة العيد ، لأننا نعلم أن العدو غدار ولا أخلاق له ، لا يراعي قدسية الأيام ولا الأشهر الحرم ومكانتها عند المسلمين . وفعلا مع انبلاج الفجر تبدا المعارك في يوم العيد ؛ أما الأضاحي التي لم تدبح فمنها من يصاب بالرصاص أو قذائف مدفعية العدو فتقتل هي أيضا .
إن عنصار البوليساريو يشتركون طبعا مع النظام الجزائري في عقيدته العدوانية اللاأخلاقية ، فنظام العصابة الحاكمة في الجزائر أقدم على طرد 350 ألف مواطن مغربي نساء ورجالا واطفالا وشيوخا وعجزة وذوي احتياجات خاصة أيام عيد الأضحى سنة 1975، دون مراعاة لتعاليم الدين والشريعة الإسلامية لأنه لا دين له ولا ملة غير عقيدة العداء والكراهية والعدوانية تجاء المملكة المغربية وشعبها . ولهذا فالقوات المسلحة الملكية حضرت للحرب منذ وقف إطلاق النار سنة 1991، وكأنها ستقع في اليوم الموالي عملا بتوجيه و وصية الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه بخصوص الصحراء ، فحققنا الآن التفوق بهدف ردع العدو و إرغامه على الاستسلام وقبول الشرعية التاريخية لمغربية الصحراء . و أصبح من المستحيل على هذا العدو تحقيق أي مكسب ميداني وانتصار القوات المسلحة الملكية بشكل مطلق ونهائي. أما جاهزيتنا الحالية فهي لمواجهة نظام سيء السمعة وتاريخه ملطخ بالغدر ونقض العهود. وإن الحسم العسكري يظل دائما و أبدا توجيها إستراتيجيا أوصانا به الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه :
“……شعبي العزيز :
…فانا رقيب عليك ما دمت فيك ، و لكن عليك شعبي العزيز أن تكون الرقيب الشهيد على نفسك طيلة القرون، لأن قضية الصحراء لن تقف عند حدود ، فدائما ستبقى محسودا عليها ، و الأطماع دائما متوجهة نحوها، و ستكون مكايد ضد الصحراء تتلون، فهي تارة بوليساريو أو ما يدعى بالبوليساريو، و تارة الشعب الصحراوي، أو ما يدعى نفسه بالشعب الصحراوي.
و في القرن المقبل ستظهر المؤامرة في شكل آخر. فعليك شعبي العزيز أن تبقى دائما على يقظة، دائما مستعدا لخوض المعركة، دائما مستعدا للإظهار على أن مسيرتك الخضراء السلمية، لم تحكم عليك نهائيا بالمسالمة. بل إن قدراتك و مواهبك الحربية و العسكرية موجودة كذلك فيك كامنة فيك، لم تمت، و ستبقى إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.”.
وتعتبر هذه الوصية السامية بمثابة توجيه استراتيجي للقوات المسلحة الملكية، حيث عملت به وطبقته في التحضير للحرب والاستعداد الدائم للدفاع عن حوزة الوطن . وبفضل هذا التوجيه أصبح للمملكة المغربية جيش من أقوى الجيوش تدريبا وتسليحا وجاهزية . رحم الله الملك القائد الملهم وأسكنه فسيح جنانه.
بقلم الضابط السامي المتقاعد في قواتنا المسلحة الملكية عبد الرحيم العبوبي