يبدو أن الجزائر سائرة في طريق اللعب بملف الصحراء، رغم ادعائها أنها ليست طرفا في النزاع الدائر بين المملكة وجبهة البوليساريو الانفصالية.
وأبانت الأيام الأخيرة عن قيام النظام الجزائري بتحركات واسعة ضد المغرب، من خلال محاولات استقطاب مجموعة من الدول التي عبرت عن دعمها للطرح المغربي، وافتتحت قنصليات لها في مدن الجنوب، كالداخلة والعيون.
وكان لافتا خلال قمة “تيكاد 8” التي انعقدت بتونس الدور الذي لعبته الجزائر ضد الوحدة الترابية للمملكة، من خلال ضغطها على الرئيس التونسي قيس سعيد من أجل استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية.
ولم يقف عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، عند هذا الحد، بل عمل على محاولة استمالة أصوات تؤيد مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وكذا بعض الأصوات التي عبرت عن انزعاجها من استقبال تونس لزعيم الانفصاليين.
وفي هذا الصدد، استقبلت الجزائر رئيس غينيا بيساو، الذي يشغل حاليا رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، وذلك عقب انسحابه من القمة بتونس، احتجاجا على استقبال إبراهيم غالي.
وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، أنه بلاده تعتزم فتح سفارة لها في غينيا بيساو، لـ”إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى طبيعتها”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمع تبون مع نظيره في غينيا بيساو عومارو سيسوكو أومبالو، في إطار زيارة بدأها الأخير إلى الجزائر الاثنين وتستمر يومين، وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
تأتي الزيارة عقب تقارير عن انسحاب أومبالو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيدياو”، من القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد” التي عقدت في 27 و28 غشت 2022 بتونس، احتجاجا على مشاركة جبهة “البوليساريو”، في ظل دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
وقال تبون عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية: “هناك ظروف جعلت البلدين يبتعدان عن بعضهما البعض، غير أنه انطلاقا من هذه الزيارة، ستعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها”.
وأشار إلى أنه “من غير المعقول” ألا تكون للجزائر سفارة بغينيا بيساو، مضيفا: “وعليه سنصحح هذا الخطأ”، دون تحديد موعد معين لذلك.
من جهة أخرى، استعرض تبون في تصريحاته العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، إذ أكد أن هذه الزيارة “ترجعنا إلى تاريخ إفريقيا والتاريخ المشترك بين الجزائر وغينيا بيساو”.
وأضاف أننا “كشباب في ذلك الوقت نتذكر مقولة المرحوم أميركال كابرال (من رموز مقاومة الاستعمار) بأن (المسلم لا بد أن يذهب إلى مكة والمسيحي إلى الفاتيكان والثوار إلى الجزائر باعتبارها قبلة الثوار”.
يذكر أن غينيا بيساو سبق لوزير خارجيتها أن أقر بدعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة. قائلا إن “غينيا بيساو دعمت وتدعم وستدعم الوحدة الترابية للمغرب”.