بقلم : عبد الفتاح نعوم ،
مادام يوغرطة وبني حماد وبني زيان جزائريون، فحتى الصحابة وبنو أمية وبنو العباس إذن كانوا سعوديين، وسلمان الفارسي كان إيرانيامن جمهورية خامنائي، وكونفوشيوش وهولاكو كانوا مواطنين في جمهورية الصين الشعبية؛ جميل ومضحك ومسلٍّ أن تتعاملوا مع التاريخهكذا؛ على طريقة الرسوم المتحركة. المهم أن كل أحداث السياسة التي عرفها شمال إفريقيا منذ الألف الثالثة قبل الميلاد إلى اليوم كانت قدحدثت في كنف الجزائر التي تأسست في العام 1962، داخلها بحدودها الموروثة عن فرنسا التي ضمتها إلى إقليمها الأوروبي في العام1832 وشرعت توسعها عبر ضم أراضي الغير، وذلك طبعا بعدما أسقطت حكم العثمانيين الذي بقي على سواحل المتوسط شرق واد تافنةلما يربو عن القرون الثلاثة.
أتستهويكم كل هذه الهلوسات التي يسميها بياطرتكم تاريخا وتأريخا؟!، أتميلون إلى هكذا منطق فقط لان في جواركم دولة تحكمها اسرةملكية صمدت لما يزيد عن أربعة قرون أبا عن جد، ولم تسقطها لا تمردات ولا مجاعات ولا أوبئة ولا مشاريع انقلابية ولا استعمار ولا مؤامراتكمالقذرة منذ ان صنعتكم أمكم فرنسا؟؟.
بل وإنكم تجتهدون من أجل صناعة تاريخ من العدم، لأن عقدتكم التي تسمونها “مخزنا” هي أعرق من تاريخكم المزعوم بحقبتيه العثمانيةوالفرنسية مجتمعتين، حيث أن ذلك المخزن الشريف قد ربط بين الأشراف السعديين والأشراف العلويين، فضلا عن كون دولتنا العتيدة تلكقد صمدت واستمرت لقرون، وتفوقت على عسكركم في السياقات المعاصرة بكل غازه؛ في السياسة والاقتصاد والثقافة وامتلاك الشرعيةالشعبية؟؟
نعرف عقدتكم، ونعرف أنكم تريدون أن تطفؤوا نور الله بأفواهكم الهجينة والله متم نوره شئتم أم أبيتم.
مشكلتكم في التاريخ ليست معنا، نحن كنا هنا ومازلنا وسنبقى، ومن أتى إلينا لا يملك إلا أن ينصهر في بوتقتنا، ولم يحكمنا أحد من أيعاصمة كانت في الأرض، فنحن من نصنع العواصم من سجلماسة إلى مكناس وفاس ومراكش، ومن عواصمنا حكمنا المشارق والمغارب،ومن هنا تداخلكم معكنا لا تداخلنا معكم، فصححوا بوصلتكم، مشكلتكم مع من سلمتم رؤوسكم إليه في بدايات القرن السادس عشر،وسلمكم إلى فرنسا مهزوما في بدايات القرن التاسع عشر، وهو من سلمكم إلى منطق القانون الدولي المعاصر في القرن العشرين، لتكونوادولة “مسخا” يسعى عسكرها وبياطرتها وأبواقهم إلى الكذب ثم الكذب عساهم يصنعوا تاريخا وهميا، أما نحن فمشكلتنا معكم مشكلةحدود نلف أعناقهم حيالها بالاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بيننا وبينكم وبيننا وبين أسلافكم العثمانيين والفرنسيين.
أخيرا، أهمس في آذانكم قائلا: هناك دول كثيرة ليست عريقة لا في جغرافيتها ولا في نظمها، لكن ولأن كل مجموعة بشرية في هذا الكوكبتنطق لغة وتتآخى وتتقارب فهي عريقة عراقة النوع البشري، على حد اتفاق الانتروبولوجيين، فإن تلك الدول قد خطت إلى الأمام أشواطا بقدرامتلاكها للموارد ورغبات السكان، وابتعادها عن الحاق الضرر بالجيران، ولو استوعبتم هذا الدرس لما كان في منطقتنا أي مشكل، سوىأنكم انتم المشكل واسباب تأبيد المشكل.