بقلم : فاطمة البودالي، استاذة موثقة
ما حدث الامس الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٨ بنيوزيلاندا رهيب جدا، الجريمة المجزرة و الطريقة التي نفذت بها، بشاعة تهتز لها القلوب و الارواح، ما الداعي لان يقدم شاب في مقتبل العمر لقتل مسلمين بهذه البشاعة في مسجد يستعدون لأداء صلاتهم ؟؟
ما الذي جعل كل هذا الحقد ينتشر في العالم بين المسلمين و غيرهم ؟؟ ما الذي يجعل المسلمين المهاجرين في بلدان اخرى رغم حصولهم على جنسية البلد المستقبل يتعرضون لمضايقات من بعض أبناء البلد المستقبل ؟
حسب ما لاحظته و عاينته من الأسباب لنماء هذا الشعور برفض المهاجرين في الدول المستقلة يرجع لعدم بناء جسور تواصل بين المهاجر و بين أبناء البلد المستقبل لا أحد من الطرفين يقوم بأي مجهود لكي يتعرف على الاخر من قريب ، ففي البلد المستقبل هناك من يعتقد أن المهاجرين باختلاف جنسياتهم و كأنهم قادمون من كواكب أخرى مختلفة او قادمون من القرون القديمة، انعدام التواصل يكبر الهوة بينهم و يكسر جميع الجسور، فالمهاجر دائما يحس بأنه مواطن من الدرجة الثانية و انه اقل قدرات و شأنا من أبناء البلد المستقبل، رغم أن الطرفين يلعبان دورا كبيرا فيما يحدث من رفض الاخر و كراهية و إرهاب، غير أنني احمل المهاجرين المسؤولية الأكبر في كل ما يحدث، لأن اكبر الأخطاء هي عندما تتجمع الجاليات في أحياء معينة فقط للمهاجرين، ينغلقون على أنفسهم، و دائما يبحثون عن مهاجرين اخرين قريبين من ثقافتهم و لغتهم و دينهم دون غيرهم، تكبر الهوة بينهم و بين أبناء البلد المستقبل، حيث لا شيء يربطهم بالمجتمع المستقبل سوى عقد العمل، قليلون جدا هم اندمجوا و نجحوا في بلدان المهجر، و هذا يشكل الاستثناء انا دائما انادي بالاندماج في المجتمعات المستقبلة و التعرف على ثقافتها و حضارتها و التعريف ايضا بالمجتمع الذي قدم منه المهاجر و التعريف بتقاليده و حضارته و ديانته، بالحوار و التواصل و الاندماج هو سبيل السلم و السلام و ليس التخندق بعيدا عن مجتمعات يعيشون فيها و يتركون الاخر يتخيل انهم قادمون من أماكن لا وجود لها، هناك عمل كبير موكول للمهاجر نفسه أكثر من أي وزارة او سفارة أو منظمات حكومية أو غير حكومية، المهاجر في حياته اليومية يجب أن يفتح قنوات التواصل و الحوار مع الآخر.