بقلم : الدكتور عثمان الهرموشي / الرباط
إن حركة الطلبة بالطب الاحتجاجية و التي ابهرت الجميع بقوة اتحادها و شفافية قراراتها التي تلتجأ الى الجموع العامة و كذا مدى وعيها النضالي الذي لا يعد وليد اليوم بل كان دائما يبصم نضال طلبة الطب من عهد قديم, تدخلً في شهرها الثالث في ظل تعنت الوزارة الوصية في اجاد حل من أجل تلبية مطالبهم المشروعة.
طالب الطب و هو طبيب المستقبل الذي ستكون صحة المواطن بين يديه يطالب اليوم بتحسين جودة و ظروف التكوين و هذا أمر يجب الوقوف عليه و القول ان اليوم ظروف التكوين اصبحت ضحية مشروع 3300 طبيب التي تم اطلاقها سنة 2008 و الذي انطلق دون ان ترافقه استراجية واضحة لمواكبة زيادة في عدد الطلبة و كل ما يصاحبه من تدابير لوجستيكية و موارد بشرية لتأطير لكي نضمن تكوين في اعلى مستوى.
فاليوم نرى عددا يفوق خمسون طبيب متدرب داخل اروقة اقسام المستشفيات و هذا امر من الطبيعي ان ينعكس سلبا على ظروف التكوين مما جعل هذا المطلب كان من عناوين هذا الحراك، زيادة على هذا هناك مطالب اخرى كرفض دخول طلبة الكليات الخاصة في مسالك التكوين في الكلية العمومية الشيئ الذي يعد امرا طبيعيا لكون هده الكليات خلقت بدفتر تحملات تلزمهم بتوفير كل الظروف اللازمة لسير العادي و عدم اللجوء الى المستشفى العمومي كعجلة اغاثة لسد الثغرات و الى جانب ذلك هناك امور بذاغوجية تخص الاصلاح الجديد الذي طال المسار الجامعي لطلبة الطب.
بخلاصة فالأزمة أزمة ثقة ، الأزمة أزمة عدم وجود رؤيات استباقية و تخطيط موضوعي لهذا الورش، الازمة تفجرت بعد سنوات من الصمت، فما يجب عن المسؤولين ادراكه ان طلبة الطب هم اطباء المستقبل و هم رجال و نساء الذين ستتعاملوا معهم في المستقبل لاصلاح قطاع الصحة و لذا لازم ان تسترجع الثقة في الحوار من اجل اجاد حل، خاصة و ان اليوم يتم التضحية بسنة جامعية باكملها من اجل مطالب مشروعة تصب في مصلحة الوطن و المواطن.
فتحية نضالية لكل الطلبة في جل كليات الطب في هذه الظروف الصعبة كما اعبر لهم على تضامني اللامشروط و تذكروا دائما ان جيلكم بصم التاريخ لما برهن من شجاعة و نكران الذات من اجل مستقبل أفضل لكون الصحة الأمة هي الضامن لقوتها.