بقلم : عثمان الهرموشي
السادة الوزراء المحترمين، و نحن على مشارف الشهر الرابع على التوالي للمقاطعة الشاملة لطلبة كلية الطب و الصيدلة بالمغرب و التي ستكتب بمداد من ذهب على صحف التاريخ و انتم مستمرون في نهج سياسة التحدي في وجه هذه الفئة التي ستشكل رجال ونساء قطاع الصحة في المستقبل برهنوا للجميع اليوم على نضج نضالي عالي يؤكد لنا و لله الحمد جميعا ان قطاع الصحة سيكون بين ايادي امنة في المستقبل.
معالي وزيري الصحة و التعليم، فاليوم الطلبة لا يخلقون الميز مع طلبة التعليم الخصوصي، بل يقولون لكم ان قرار فتح دراسة الطب للخواص كان قرارا لم يكن محطة تفكير عميق اذ تم فتح المجال دون تأهيل الساحة لاستقبال هذا الوافد الجديد علما انه اليوم القطاع العمومي يعاني من مشاكل عديدة من حيث ظروف التكوين بفعل عدم مواكبة البنية التحتية و مرافق الكليات و المستشفيات و كذا الموارد البشرية اللازمة لارتفاع عدد الطلبة و هذا يشكل عمق المشكل حيث يعبرون أساسا على غيرتهم على المرفق العمومي الذي يشكل مهد دراسة الطب في البلاد.
السادة الوزراء، نعلم ان المسؤولية السياسية ليست بالسهلة، لكن التاريخ لا يرحم و لكم كامل الفرصة لترك البصمة لاعادة الاعتبار لكليات الطب و الصيدلة العمومية بالمغرب بتسهيل الطريق للوصول الى اتفاق مشترك يرضي الجميع لأن في الأخير ما يدافع عليه الطالب هو حقه في التكوين الجيد وضمان مستقبلهم المهني خاصة وانهم يضحون بأعز ايام شبابهم من اجل ان يكونوا في مستوى تطلعات المواطنين و المواطنات.
فلابد علينا ان نقول اليوم انه لا نجاح لمخطط اصلاح
الصحة دون المرور من اصلاح التكوين الطبي العمومي بكل متطلباته في جل الكليات و اعادة اعتبار الرأسمال البشري في المنظومة لكونه يعد العمود الفقري للقطاع وجب اعطائه العناية اللازمة من محطة التكوين الى محطة العمل بالمستشفيات.
ختاما، أقول لسادة الوزراء، رفقا بطلبة كلياتنا، رفقا بكلية الطب العمومية و رفقا باجيال المستقبل.