نزهة بطشي، كاتبة مغربية / السنة الخامسة دكتوره
بشكل عام, ما يضعف أي حزب, الحزبية من داخل الحزب الواحد , وجود تيارين: هذا شمال وهذا جنوب , والمنافسة الغير شريفة قد تصل إلى تلفيق اتهامات كاذبة بسياسيين شرفاء, يغيب في ظل هذا التنافس المصلحة العامة للحزب والوطن.
إن المغرب في مرحلة صعبة, فقد فيها المواطن الثقة في كل الأحزاب السياسية, واقتنع ان كل الوعود التي وعده بها المنتخبون لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع, فأصبح يشكك في كل ما هو سياسي, ووضع كل الأحزاب في كفة واحدة, فالأجدر بكل الفاعليين السياسيين التعقل والاشتغال بدينامية جديدة تبعث في المواطن المغربي الثقة من جديد في المؤسسات الحزبية, والاشتغال بمنهجية متطورة في التواصل والحوار مع المواطن , وهذا في نظري يتطلب كخطوة أولى: أن تنظف الأحزاب السياسية أجهزتها من كل من تشير إليه الأصابع بسرقة المال العام, أو التورط في فضائح أخلاقية, ومحاسبة كل من جمع ثروة في أول تحمل لأحد المسؤوليات السياسية, وهو لا يملك إلا راتبه الشهري. وإعطاء الثقة للأطر في تحمل المسؤوليات ودعمهم ماديا ومعنويا, كل حسب تخصصه, فمنطق جمع الناس في الولائم وتقديم رشاوي في فترة الانتخابات, أصبح متجاوزا بعدما اصبح المواطن يعي جيدا الخطر الذي يحدق به, لما يعيشه من مشاكل يومية في كل القطاعات خاصة قطاع الصحة والتعليم.
لسنا عدميين ولكن التستر عن الواقع وعدم تقديم اقتراحات من طرف ذوي الضمائر الحية ليس في مصلحة الوطن,
بلدنا, وطننا, مغربنا, غالي علينا وسنظل متفائلين في ظل السياسة الحكيمة لملكنا محمد السادس نصره الله, الذي منذ اعتلائه العرش وهو يواكب مسار الإصلاح في كل القطاعات, والسؤال الجوهري في كل خطاباته يتمحور حول التنمية والبرامج الإصلاحية الواقعية التي ستقدم الأحزاب للشعب المغربي.
إن رهان التنمية والنمو الإقتصادي رهين بإصلاح الأحزاب وتنظيفها من كل من سولت له نفسه خدمة مصالحه الشخصية بعيدا عن البرامج التي سطرها الحزب ووعد بها الناخبين, لم يتبقى إلا سنتين على الانتخابات التشريعية, فليتجند الشرفاء السياسيون لإجابة الشعب المغربي عن كل القضايا الجوهرية التي تشغله وليقدموا حلولا واقعية تتناسب مع الموارد المالية للدولة. وليكن شعار كل حزب الرجل المناسب في المكان المناسب . فالفشل في حل مشاكل العديد من القطاعات ما هو إلا نتيجة إرضاء الخواطر وأثره ظاهر لكل المغاربة.