خالت جميلة يعقوبي أن بمقدورها ممارسة إحدى المهن التي يتيحها التكوين في العلوم القانونيّة، أو حتّى وظيفة من بين تلك التي يمكن الولوج إليها بعد التخصص في علوم النفس، لكنّها لم تتصوّر أن تغدو خبيرة في تغيير حياة الناس انطلاقا من تأثيرات الغذاء والنشاط الجسماني عليهم. وتقرّ جميلة بكون الصدفة التي نقلتها من توجهاتها الأصليّة، على حين غرّة، أنستها المسالك التي سبق أن رسمتها بميولاتها السابقة.
ولادة بالمهجر
تنتمي جميلة يعقوبي وينوُود إلى جيل المغاربة الذين عانقوا الحياة في الديار الهولنديّة، بينما تنحدر أصولها من شمال المغرب، وتحديدا من منطقة “خبّابة” وسط الريف. وإن كانت يعقوبي أمضت جلّ سنوات حياتها بالأراضي المنخفضة، إلاّ أنها مازالت محافظة على ثقافتها الأمّ التي نهلتها من أسرتها في المهجر.
عملت النشأة الهولنديّة التي حظيت بها جميلة يعقوبي على تمكينها من اندماج في غاية السلاسة في المجتمع الذي رأت ضمنه نور الحياة أوّل مرّة. وتقول الهولنديّة المغربيّة نفسها إنّ محيطها المعيشيّ لم يواجهها بأي من صور الميز التي أضحت مثارة في الوقت الراهن، وإنها لم توضع في أي من المواقف التي تعتبرها دخيلة.