مازلت مقتنع بفكرة بأن المدرب المحلي أفضل من الأجنبي

محمود خوام

لسبب مهم وهو بأن المدرب الأجنبي لن يفهم وضعنا مثل المحلي الذي يعيش بالواقع كل يوم ، لن يفهم الأجنبي طريقة تفكير كل لاعب وطريقة مجتمعنا مثل المحلي ، لن يفهم المدرب الأجنبي الدوري المحلي وأهميته مثل المدرب المحلي ، والأجنبي لن يتكلم اللغة الشعبية والتي تؤثر على اللاعب من ناحية الدعم المعنوي مثل المدرب المحلي ، المدرب الأجنبي لن يشعرك بأهمية البلاد وأهمية الشعب وأهمية تاريخ هذه البلاد مثل المدرب المحلي ، ولهذا السبب أنا مع فكرة المدرب المحلي أكثر من الأجنبي مع فكرة مهمة ايضًا وهي بأن يكون المحلي على مستوى مميز وليس أي مدرب محلي .

جمال بلماضي أوصل الجزائر لنهائي أفريقيا بعد 29 عام من الأنتظار ، وبأداء ثابت ومميز وقوة هجومية ودفاعية متماسكة وروح عالية ، وانجازه ذكرني كثيرًا بالمدرب السوري أيمن الحكيم الذي قاد سوريا لمرحلة متقدمة وكان قريب جدًا من الوصول لكأس العالم .
انجازات المدرب المحلي للمنتخبات العربية كثيرة ، حسن شحاتة مع مصر فاز بثلاث بطولات أمم أفريقيا ، رابح سعدان المدرب الجزائري قاد الجزائر مرتين لكأس العالم ، عدنان حمد وقيادته للعراق لانجاز الرابع بأولمبياد 2004 بأثينا وفاز بكأس آسيا للشباب عام 2000 وكان هو الرجل الذي وضع أساسيات جيل 2007 ، التونسي عبد المجيد الشتالي الذي قاد تونس لكأس العالم ، والمدرب الجزائري الشهير رشيد المخلوفي الذي قاد الجزائر لمونديال 1982 وفاز حينها على ألمانيا ، والمدرب المصري محمود الجوهري الذي قاد مصر لكأس العالم وفاز بأمم أفريقيا ، ولا ننسى نبيل معلول مع تونس وقيادته المنتخب لكأس العالم 2018 وأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى .

بكل تأكيد هناك تجارب كثيرة لمدرب أجنبي نجح مع منتخب عربي ، لكن لا ننسى بأن هذا المدرب الأجنبي حصل على راتب وتسهيلات ومميزات وخدمات وتجهيزات ومعسكرات لم يحصل عليها أي مدرب محلب ، والمحلي يقدم انجازات رغم أن الإمكانيات أو الخدمات تكون ضعيفة ورغم ذلك يحاول تقديم كل شيء ، والمدرب المحلي يستحق فرصة ويستحق دعم مثل الذي يحصل عليه الأجنبي ، لأنه مهما كان اسم المدرب الأجنبي كبير وعظيم لن يشعر بحب البلد الذي يدربه ورفع أسم البلد عاليًا ويشعر بمعاناة الشعب مثل المدرب المحلي الذي جاء من الشعب .

بالنهاية أتمنى التوفيق للمدرب بلماضي مع الجزائر ويرفع أسم الجزائر عاليًا واسم المدرب المحلي عاليًا ويرسل رسالة لكل الاتحادات العربية بأن المدرب المحلي يملك الإمكانيات وبحاجة الدعم فقط .