محمد هبة / دمشق
واصلت المقاتلات الحربية للنظامين الروسي والسوري قصفها مدن وبلدات ريف إدلب، في خرقٍ متكرر لوقف إطلاق النار، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حيث وثقت جهات مطلعة سقوط أكثر من 1000 قذيفة وصاروخ على بلدات شرق وجنوب ادلب.
كما تعرض محيط نقطة المراقبة التركية في قرية «شير مغار» في الريف الغربي لمحافظة حماة، لقصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري، في خرقٍ واضح للهدنة، إضافة إلى استهداف مدينة «عندان» وبلدة «حيان» بالريف الشمالي لمدينة حلب من قبل مدفعية قوات النظام السوري.
ورغم إعلان روسيا وقف إطلاق النار في 30 من شهر آب الفائت، إلا ان المنطقة سجلت سقوط أكثر من 110 قذائف صاروخية استهدفت حسب المرصد السوري لحقوق الانسان كلاً من ريف معرة النعمان وكفرنبل، و»معرة حرمة والركايا وتل النار وكفرنبل وكفرسجنة ومعرزيتا والحراكي والتح وحيش ودير غربي» بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بالإضافة لمحور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
وسجلت فرق الدفاع المدني مقتل مدني وإصابة آخر جراء قصف صاروخي، على مدينة كفرنبل جنوب إدلب، كما أصيب رجل نتيجة قصف مدفعي على بلدة معرشمشة شرق إدلب.
سياسية ألمانية: ترحيل اللاجئين إلى سوريا غير وارد والأسد ديكتاتور منعدم الضمير
وقال مدير فريق «منسوق استجابة سوريا» محمد حلاج لـ»القدس العربي»، ان المناطق المستهدفة في ريف ادلب، شبه خالية من السكان، لافتاً إلى أن بعض المناطق شهدت عودة ضئيلة للنازحين، وهي مناطق تقع فعلياً بعيدة عن خطوط الاشتباك والتماس، حيث قدرت نسبة العائدين من العدد الإجمالي في المنطقة 1.96 بالمائة.
وأطلع «الموقع» على بيان أصدره «فريق الاستجابة» في سوريا أمس الاثنين، حول الأوضاع الميدانية عقب وقف إطلاق النار شمال غربي سوريا، أحصى فيه أعداد الضحايا المدنيين، وحصيلة الأضرار المادية في البنية التحتية، إضافة إلى أعداد النازحين جراء الحملات العسكرية التي تشنها قوات النظام وروسيا على المنطقة، واكد ان حملة القصف التي يشنها النظام السوري وروسيا على أرياف إدلب الجنوبية والشرقية مستمرة رغم إعلان هدنة من طرف واحد «روسيا» ، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على مدار الساعة لإنقاذ المدنيين وانتشالهم من تحت الأنقاض، ومساعدتهم على نقل متاعهم والمساهمة في إنشاء مخيمات سكنية لهم.
وقال فريق «منسقو استجابة سوريا» في بيانه، إن «حصيلة الضحايا المدنيين منذ توقيع اتفاق سوتشي وحتى تاريخ 9 أيلول/سبتمبر، بلغت 1442 مدنياً، بينهم 398 طفلاً.
ووثق الفريق حسب المتحدث، خروقات قوات النظام وحليفه الروسي على منطقة خفض التصعيد، خلال الأسبوع الأول من إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة والتي بلغت 26 خرقاً ضمن المحافظات التالية، إدلب 14 خرقاً، حماة 6 خروقات، حلب 4 خروقات، وخرقان في اللاذقية.
وقدر التكلفة الأولية للأضرار الناجمة عن استهداف قوات النظام وروسيا لتلك المنشآت والبنى التحتية، وذلك خلال الحملة العسكرية الثالثة التي بدأت منذ 2 شباط/فبراير 2019 ومازالت مستمرة حتى الآن بي 3.48 مليار دولار أمريكي، حيث تمت دراسة الأضرار في أكثر من 14 ناحية ضمن شمال غربي سوريا، وشملت عملية تقييم الأضرار كلاً من قطاعات التعليم والمدارس، والصحة والمشافي، ودور العبادة، والطوارئ والإنقاذ، والمباني السكنية، والمخيمات والمأوى، والمنشآت الصناعية والأسواق والمهن، والحركة التجارية، والمياه، والأفران والمخابز، والطاقة، والكهرباء.
من جهة أخرى ذكرت سياسية ألمانية من حزب الخضر المعارض أن ترحيل لاجئين إلى سوريا أمر غير وارد في المستقبل القريب. وقالت خبيرة الشؤون الأوروبية في الكتلة البرلمانية للحزب، فرانتسيسكا برانتنر، أمس الاثنين: «يمكن ضبط الساعة كل بضعة أشهر على طرح سياسي جديد من الحزب المسيحي الديمقراطي لمطلب ترحيل اللاجئين إلى سوريا» حسب وكالة «د ب أ» الالمانية.
وذكرت أن الوضع الأمني في سوريا لم يتحسن مطلقا، مضيفة أن المستشفيات والمدارس في محافظة إدلب تتعرض للقصف باستمرار دون أن يكون لذلك صدى على المستوى الدولي. وكان خبير الشؤون الداخلية للحزب المسيحي الديمقراطي، كريستوف دي فريس، قال في تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية الصادرة أمس الأحد: «إذا واصل الوضع استقراره في سوريا حتى نهاية هذا العام، وأعطى الرئيس الأسد ضمانات أمنية جديرة بالثقة للعائدين، فيتعين مراجعة أوضاع اللجوء للسورين بغرض إعادتهم إلى وطنهم». ووصفت برانتنر الرئيس السوري بشار الأسد بـ»ديكتاتور منعدم الضمير»، وقالت: «مع هذا الأسد ربما يرغب الحزب المسيحي الديمقراطي الآن في التفاوض إذا أمكن الأمر»، معتبرة مثل هذه المطالب «بالتحريض»، مؤكدة أن الواقع في سوريا ليس له علاقة بهذه الادعاءات.