اسماعيل كايا / اسطنبول
اضطرت وزارة الخارجية الأمريكية للاعتذار على مرحلتين من تركيا في محاولة لتجنب أزمة دبلوماسية لاحت في الأفق بين البلدين بعدما قام حساب السفارة الأمريكية في أنقرة بالإعجاب بتغريدة لأحد عناصر جماعة غولن التي تعتبرها الحكومة التركية تنظيماً إرهابياً.
والسبت، قام حساب السفارة بالإعجاب بتغريدة لأرغون باباها، قال فيها إنه «يتعين الاستعداد لمرحلة سياسية من دون باهتشلي»، في إشارة إلى الوعكة الصحية التي مر بها مؤخراً زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، حليف الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، في البرلمان.
وفي اليوم ذاته، قدمت السفارة، عبر تغريدة، اعتذارها عن ذلك، قائلة: «في وقت سابق اليوم، سجل حساب سفارتنا على تويتر، عن طريق الخطأ، بتغريدة غير ذات صلة، نأسف لهذا الخطأ ونعتذر عن أي لبس»، لكن هذا الاعتذار لم يكن كافياً للخارجية التركية التي تحركت، الأحد، ضد السفارة عبر الطرق الدبلوماسية الرسمية، إذ استدعت القائم بأعمال السفارة الأمريكية، جيفري هوفينير، إلى مقر الوزارة في أنقرة، نظراً لكون السفير الأمريكي في أنقرة، ديفيد ساترفيلد، خارج المدينة. وأدانت وزارة الخارجية الواقعة، وطلبت اعتذاراً أوضح. وطلب نائب وزير الخارجية التركي، سدات أونال، تقديم إيضاح صريح وواف حول الأمر.
كما طالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، السفارة الأمريكية بتصريح أكثر وضوحاً حول الواقعة، لافتاً إلى أن «مساعدي التقى القائم بأعمال السفارة الأمريكية على خلفية حادثة الإعجاب بتغريدة لعضو بمنظمة غولن الإرهابية، أبلغونا أن الإعجاب حدث بالخطأ وأنه تم تصحيح الوضع»، لافتاً إلى أن بلاده أبدت الاحتجاج اللازم على هذا التصرف.
وعلى الفور، جددت السفارة الأمريكية اعتذارها في تغريدة جديدة عبر «تويتر»، كتبت فيها: «نعتذر عن الخطأ الذي وقع على حسابنا عبر تويتر»، وشددت السفارة على أنه «لا تربطها أي علاقة مع المدعو أرغون باباهان (عضو غولن وناشر التغريدة) ولا نصادق أو نوافق على محتوى التغريدة التي غرّد بها ونرفض هذه التغريدة»، وختمت: «نؤكد أسفنا لوقوع هذا الخطأ». كما ندد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، بالواقعة، معتبراً أن هذا التصرف «لا يمكن قبوله من الناحية الإنسانية، ويتعارض كلياً مع الأعراف الدبلوماسية».
وبهتشيلي هو زعيم حزب الحركة القومية حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم في السنوات الأخيرة الذي دعم الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي، ويعاني من وعكة صحية نقل على أثرها منذ أيام إلى المشفى وسط تكهنات حول حقيقة وضعه الصحي.
ومنذ سنوات، تتهم تركيا الولايات المتحدة برفض التعاون في الحرب على تنظيم غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد عام 2017، ويعيش على أراضيها زعيم التنظيم فتح الله غولن، وعدد كبير من أنصار الجماعة.
كما اتهمت أنقرة سابقاً موظفين في السفارة والقنصلية الأمريكية بالانتماء إلى تنظيم غولن، وما زال اثنان منهم يخضعون للمحاكمة بهذه التهمة.