نورالدين قلالة / الدوحة
في ختام منافسات بطولة العالم لألعاب القوى 2019، التي استضافتها قطر للمرة الأولى في الشرق الأوسط، والتي عرفت نجاحا تنظيميا كبيرا، منح الاتحاد الدولي لألعاب القوى “الوسام الذهبي لألعاب القوى” لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تكريما له ولبلده على الجهود التي قُدمت لإنجاح البطولة بشكل ملفت للأنظار.
وبالرغم من كونها البطولة الأكثر مشاركة على مدار بطولات العالم، بعد مشاركة 2000 رياضي ورياضية مثّلوا 209 دول، فقد شهدت بطولة قطر 2019 نجاحا تنظيميا ورياضيا كبيرا، وعرفت العديد من الأرقام القياسية الوطنية، إضافة إلى بعض الأرقام القياسية العالمية وأرقام جديدة للبطولة، ما جعل الاتحاد الدولي يمنح أغلى وسام للبطولة لأمير قطر تقديرا لدوره في دعم أم الألعاب وما قدمته قطر خلال احتضانها بطولة العالم لألعاب القوى في نسختها السابعة عشرة.
وداعا الدوحة.. مرحبا أوريغون
ونيابة عن أمير قطر، تسلم الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، رئيس اللجنة المنظمة العليا لبطولة العالم لألعاب القوى “الدوحة 2019″، الوسام من اللورد سباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي، على هامش ختام البطولة.
كما قام جوعان بن حمد بتسليم علم البطولة إلى كيت براون حاكم ولاية أوريغون الأمريكية التي ستستضيف النسخة المقبلة للمونديال بعد عامين.
كو: أفضل بطولة
وأكد البريطاني سيباستيان أنه شاهد “أفضل بطولة عالم فيما يتعلق بأداء الرياضيين على الإطلاق”، كما أثنى كو على حصول 40 دولة على ميداليات قبل إجراء آخر سبعة سباقات نهائية، والتي أظهرت أيضا أنه من الصواب إقامة البطولات في أسواق جديدة مثل قطر والشرق الأوسط. كما أعجب بتقنيات التبريدالمستخدمة في إستاد خليفة الدولي، وقال إنها ساعدت اللاعبين على التألق في بطولة العالم بالدوحة.
الألماني هينس: التنظيم كان رائعا
من جهته، أشاد فولفغانغ هينس مدرب المنتخب الألماني بـ”التنظيم الرائع” للبطولة، معتبرا أنها من أنجح البطولات في مختلف النواحي. وقال هينس، في تصريح صحافي، إنه شاهد تنظيما مميزا لمنافسات البطولة التي سارت فيها كافة المسابقات بصورة مرتبة وفقا للجدول الزمني دون أي تضارب أو تعارض، مشيرا إلى أن كل الأمور كانت ميسرة لإقامة بطولة مميزة، خاصة ما يتعلق بالإقامة أو المواصلات أو من ناحية الترتيبات والبرنامج الزمني وملعب البطولة وكذلك ملعب التدريبات.
وأوضح أن استقبال الأبطال ودخول وخروج اللاعبين وانطلاقة السباقات تم بدقة كبيرة وفقا للجدول الزمني المحدد، وبالتالي وفرت قطر كافة الأمور من أجل إنجاح هذا الحدث، لافتا إلى حرص اللجنة المنظمة على توفير كل سبل الراحة لكل الوفود، وهو ما ظهر جليا من خلال المستوى الفني العالي في المنافسات، فضلا عن تحقيق نتائج مميزة في عدة سباقات.
6 آلاف متطوع
ونوه عبد الله الملا، رئيس لجنة الإعلام والبث التلفزيوني في البطولة، بالدور الرائع للمتطوعين خلال المنافسات التي جرت على مدار عشرة أيام، وفترة التدريبات التي استمرت لعشرة أيام قبل انطلاق الحدث العالمي.
وقال الملا، في تصريح صحافي، إن المتطوعين كانوا بمثابة الخط الأمامي والوجهة الأمامية للضيوف الذين حضروا إلى قطر، سواء كانوا لاعبين أو فنيين أو إداريين أو مدربين، مشيرا إلى أن الجميع قام بعمله على أكمل وجه، وقدم صورة مميزة لتطور ثقافة العمل التطوعي في قطر.
وأوضح أن اللجنة المنظمة اختارت 6 آلاف متطوع فقط للمشاركة في تنظيم البطولة من أصل 16 ألفاً تقدموا بطلبات، موجها الشكر لهم وطالبهم بالتواصل مع الجهات الرياضية في البطولات القادمة، خاصة أن قطر مقبلة على بطولات رياضية كبيرة مثل بطولة العالم للجمباز وبطولة السباحة ومونديال كرة القدم 2022. وشدد على أن الحضور الجماهيري كان مميزا في الأيام الأخيرة، حيث تخطت أعداده الأربعين ألفاً، لافتا إلى أن الأيام الأولى تفاوتت فيها أعداد الجماهير.
ونوه إلى أن قطر باتت رقما صعبا في تنظيم أكبر البطولات العالمية الرياضية، حيث أصبحت تحظى بمتابعة وإشادة جميع المسؤولين وثناء جميع الاتحادات ومنها الدولي لألعاب القوى على تنظيم هذا المونديال.
29 ميدالية لأمريكا و7 لأربع دول عربية
ومع ختام المنافسات، تمكنت أربع دول عربية هي البحرين وقطر والجزائر والمغرب من تسجيل اسمها في جدول ميداليات البطولة. وتصدرت البحرين الدول العربية في المرتبة 12 بذهبية أحرزتها سلوى عيد ناصر في 400 متر جري، وفضية لروز شيلمو في الماراثون، بالإضافة إلى برونزية في 400 متر تتابع رجال، بينما حلت قطر في المرتبة 16 للتصنيف العام بذهبية لمعتز برشم وبرونزية لعبد الرحمن سامبا، وجاءت الجزائر في المرتبة 27 بفضية لتوفيق مخلوفي، في حين احتلت المغرب المرتبة 31 ببرونزية أحرزها سفيان البقالي.
وتصدرت الولايات المتحدة الترتيب العام للدول بمجموع 29 ميدالية متنوعة بواقع (14 ذهبية و11 فضية و4 برونزية)، فيما جاءت كينيا في المركز الثاني بمجموع 11 ميدالية متنوعة بواقع (5 ذهبية و2 فضية، و4 برونزية)، بينما احتلت جامايكا المركز الثالث بمجموع 11 ميدالية متنوعة بواقع (3 ذهبية و5 فضية و3 برونزية). وحل المنتخب الصيني في المركز الرابع برصيد 9 ميداليات متنوعة بواقع (3 ذهبية، و3 فضية، و3 برونزية)، فيما كان المركز الخامس من نصيب المنتخب الإثيوبي بمجموع 8 ميداليات بواقع (2 ذهبية، و5 فضية، وبرونزية واحدة).
وكانت البطولة قد شهدت إقامة النهائيات في 49 سباقا ومسابقة للرجال والسيدات، من بينها إقامة سباق 4*400 م تتابع مختلط لأول مرة في تاريخ البطولة، وكذلك إقامة الماراثون الليلي للرجال والسيدات.