توفي حمال مغربي شاب في مستشفى في مدينة تطوان، بعد أن دخل في غيبوبة بعد تعرضه لحادث يوم الخميس الماضي في باب سبتة، على الجانب المغربي من الحدود مع المدينة المحتلة، حيث كان ينتظر الوصول إلى سبتة لتحميل البضائع.
وسقط الشاب، البالغ من العمر 20 عاماً، من على أحد سفوح هذه النقطة الحدودية التي تربط المغرب بسبتة، وفقاً لما رواه شهود عيان. وكان الشاب، الراحل ي . س، مستعداً لدخول سبتة وأخذ التذكرة لعبور «تراجال 2»، عندما سقط على المنحدر وتعرض لحادث خطير أدخله في غيبوبة، حسب ما علمنا.
ووفقاً للمعلومات الأولى، كان قد تعرض لإصابات كبيرة في أجزاء مختلفة من جسده، مما أثر في النهاية على حياته. وكان الشاب، الذي كان يعيش في مدينة «الفنيدق» (كاستييخو) الحدودية، والبالغ من العمر 20 عاماً فقط، ينتظر دوره لدخول سبتة مثل العديد من الحمالين الآخرين الذين يمتهنون التهريب المعيشي لتأمين متطلبات حياتهم اليومية.
ومع ذلك، فقد تعرض لحادث مميت، دون معرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية حدوثه، مما تسبب له في العديد من الإصابات التي تركته فاقداً للوعي في ذلك الوقت، حتى سقط في النهاية في غيبوبة، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى تطوان، حيث توفي بعد يومين، يوم أول أمس السبت.
ووفقاً لبعض الشهادات التي توصلت إليها، كان المتوفى بائعاً للخضراوات والفواكه، وأجبرته ظروف عائلته على تكريس نفسه ليعيش من أجل لقمة العيش، وقبل يوم من الحادث، أخبر صديقاً له أنه يفكر في الذهاب إلى الحدود لمحاربة الفقر.
ودفن ي . س بمسقط رأسه الفنيدق، مشيعاً بالحزن الذي خيم على الأصدقاء والمقربين ومعارفه، الذين أعلنوا الحداد على فقدان هذا الشاب الذي عبروا عنه بحزن في الشبكات الاجتماعية، «لقد توفي جارنا بعد سقوطه من على منحدر عند معبر باب سبتة المهين»، كتب أحدهم: «ي .س، حياة أخرى يختطفها نشاط الحمالين في «معبر السخط «، حيث يحاول الآلاف من المواطنين المغاربة كسب عيشهم من خلال مرور البضائع عبر الحدود». وقبل شهر واحد فقط، فقدت فاطمة إحدى الحمالات حياتها، عندما انتظرت دخول سبتة من المغرب، وفيات سبب واحد أو آخر على نحو متزايد.
«كان ي . س عازباً، وكان يريد المضي قدماً لنفسه وأسرته»، يقول صديقه»، لكن «كسب العيش في المغرب أمر صعب بالنسبة للشباب الذي أمامه أبواب مغلقة أكثر مما هي مفتوحة».
ويجمع الجميع على أن الفقر هو السبب في أن أولئك الذين يلقون بأنفسهم في جحيم معبر «تاراخال»، مثل يوسف وفاطمة، يحملان أرواحهما في أكفهما، وهما يشتغلان في أعمال النقل في أسوأ الظروف، ويعودان جثثاً هامدة.