اسماعيل كايا وهبة محمد / اسطنبول . دمشق
عقب التطورات المتلاحقة في شرق الفرات شمالي سوريا، وإتمام الجيش التركي سيطرته على تل أبيض ورأس العين، وبدء الولايات المتحدة سحب قواتها من مناطق سورية جديدة، احتدم التزاحم بين تركيا والنظام السوري للسيطرة على المنطقة الممتدة من جرابلس غرب نهر الفرات، وحتى مناطق السيطرة الجديدة للجيش التركي شرقي النهر. وفي هذا السياق العسكري دخل الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة، وبإسناد من الجيش التركي، مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، حسب ما ذكرت مصادر للمعارضة.
تزامناً ذكرت الوكالة الفرنسية أن وحدات من الجيش السوري دخلت أمس مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سوريا، وفق ما أفاد الإعلام السوري الرسمي، «في وقت تحشد أنقرة قواتها والفصائل السورية الموالية لها غربها». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش العربي السوري تدخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي».
أنقرة تصف ما تقوم به قوات الأسد بـ«العملية الاستعراضية»
وقال قائد عسكري في الجيش الوطني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «دخلت قوات الجيش الوطني إلى مناطق ريف منبج وسيطرت على قرية الياشلي شمال غربي مدينة منبج، وتتقدم القوات باتجاه قرية الجات شمال منبج، والعملية ستكون سريعة لانهيار دفاعات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهروب عناصرهم».
وذكرت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية يوم الإثنين، أن قواته دخلت بلدة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي لمواجهة الجيش التركي، بعد اتفاق مع وحدات الحماية الكردية، إضافة الى مركز محافظة الرقة وبلدة عين عيسى، فيما منع «رتل أمريكي قوات الجيش العربي السوري من دخول منبج وعين العرب». جاء ذلك غداة إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها المتبقية في شمال شرقي سوريا بقوام ألف جندي.
ولاحقاً نشرت وسائل إعلام النظام السوري أخباراً مختلفة حول بدء دخول «قوات الجيش العربي السوري إلى منبج»، ونشر التلفزيون الرسمي مقاطع فيديو لما قال إنها قوات رسمية تدخل إلى مناطق في منبج، وهي معلومات لم يتم تأكيدها من مصدر مستقل.
الجهات التركية تقدر حتى الآن أن ما يجري هو «عملية استعراضية»، ولا يوجد حتى الآن أي تقدم حقيقي وفعلي للنظام السوري إلى أي من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال البلاد وشرقها، حيث أظهرت الصور عدداً قليلاً من المسلحين بلباس جيش النظام السوري متجمعين مع عدد من المدنيين لتصوير مشاهد لهم في عدة مناطق، ولم تظهر أي مشاهد حشودا حقيقية لقوات النظام تدخل أياً من تلك المناطق.
أول تعقيب رسمي تركي جاء على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لم يتحدث بشكل قاطع ولكنه أعطى إشارات إلى أن بلاده ترفض دخول النظام إلى هذه المناطق، وقال رداً على سؤال حول اتفاق النظام والوحدات الكردية: «هناك الكثير من الشائعات، ويبدو أنه لن تحدث مشكلة في عين العرب».
وأضاف: «حتى الآن يبدو أنه لن تكون هنالك أية مشكلة مع السياسة الإيجابية لروسيا في عين العرب، أما بالنسبة لمنبج فنحن في مرحلة التنفيذ كما قررنا».
كما لفت إلى وجود مشاورات متواصلة مع الأمريكيين والروس تجريها الاستخبارات ووزارة الدفاع التركية.
من جهته، أكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الإثنين، أن اتصالاً وثيقاً يجري بين روسيا وتركيا حول التطورات في شمال سوريا. ولدى سؤاله عما إذا كان هناك خطر لحدوث صدام بين القوات الروسية والتركية في سوريا، قال بيسكوف «لا نريد حتى التفكير في ذلك»، مشيراً إلى وجود تواصل بين الجيشين «لمنع أي حوادث»، ورفض التعليق على إعلان النظام التقدم شمالاً.
أردوغان يسخر من الجامعة العربية: «لا تقدم ولا تؤخر»
■ باكو ـ الأناضول: وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرار الجامعة العربية السبت الماضي، بخصوص عملية نبع السلام ضد «ي ب ك» و«قسد» بأنه متخبط ومتناقض ولن يقدم أو يؤخر.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أردوغان على هامش اجتماع القمة السابعة لـ«المجلس التركي»، للدول الناطقة بالتركية في العاصمة باكو. وقال أردوغان مخاطبا قادة الدول العربية الذين أصدروا البيان: «تتخذون قرارات متخبطة ووفق أهوائكم بخصوص تركيا.. قراراتكم لن تقدم أو تؤخر». وأضاف: «لم تقدموا قرشا واحدا من أجل الأخوة العرب السوريين الهاربين من البراميل المتفجرة، نحن من اعتنينا بهم بحكم الأخوة». وأردف الرئيس التركي: «أن الذين أخرجوا سوريا من الجامعة العربية يسعون لإعادتها إلى الجامعة بعد عملية «نبع السلام». يا له من تناقض».
وزير الخارجية الفرنسي يلغي خططا لحضور مباراة بين بلاده وتركيا
■ باريس ـ د ب أ: أكد مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، ألغى خططه لحضور مباراة مؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2020»، تخوضها بلاده أمام تركيا، مساء أمس الاثنين في باريس. ويأتي ذلك في الوقت الذي يتصدر فيه هاشتاغ يدعو إلى إلغاء المباراة موقع «تويتر» في فرنسا، وسط حالة من الغضب بسبب العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد القوات الكردية السورية التي هزمت تنظيم «الدولة»، ولكنها تربك متمردين أكرادا محظورين في تركيا.