رئاسة التحرير / جسر بريس
الاتفاق التركي الأمريكي، بشأن عملية “نبع السلام”، انتصار التركي “السياسي والعسكري”، وفي المقابل، يمثل “نكسة” للأنظمة العربية التي عارضت العملية.
تركيا حققت أهدافها التي انطلقت من أجلها عملية “نبع السلام” على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا.
الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، قال، إن “وقف إطلاق النار حقق أمرا واقعا على حدود تركيا مع سوريا، بانسحاب كافة القوات الإرهابية، وهذا ما كان ليكون لولا عملية نبع السلام”.
وأضاف:” أنقرة ثبتت قواعد على مناطقها الحدودية مع سوريا، حالت دون الوصول لتقسيمات تجعل للإرهابيين دويلة تُشكل خطرا كبيرا على أمن تركيا، وهذا يدل على قوة أنقرة، وإصرارها على تحقيق أهدافها”.
واعتبر أن الاتفاق التركي الأمريكي شكّل ضربة لكل من وصف عملية “نبع السلام” بأنها احتلال أو غزو لسوريا.
وذكر أن تركيا كانت واضحة في أهدافها، فقد أعلنت أنها تسعى لفرض السلام بالمنطقة ومحاربة الإرهاب، وإعادة اللاجئين السوريين لمنطقة آمنة داخل بلادهم.
من جانبه، وصف أحمد يوسف، مدير معهد “بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات” (غير حكومي) بمدينة غزة القرار التركي بوقف العملية في شمالي سوريا بأنه “خطوة حكيمة، وتعكس روحا إنسانية”.
وقال يوسف:” كانت أهداف العملية واضحة للجميع، وتتمثل بإخلاء الإرهابيين وإنشاء منطقة آمنة وليس غزوا لشمال سوريا”.
وأضاف إن “تركيا لجأت للعملية لمحاربة المنظمات الإرهابية التي شكلت خطرا على أراضيها، وإعادة اللاجئين السوريين الذين هم بحاجة لبيئة آمنة للاستقرار فيها”.
وشدد الخبير السياسي الفلسطيني على أن تركيا ليس لها أطماع في سوريا، لكنها تحارب الإرهاب وتحمي دولتها منه.
وأشار إلى أن أنقرة، دفعت أثمانا باهظة من أجل أمنها، وقد حققت انتصارا كبيرا من خلال عملية “نبع السلام” والاتفاق الأخير.
وقال إن خطوة الرئيس التركي بوقف عملية نبع السلام، “حكيمة” وسياسة تنم عن “بعد نظر”.
وتابع” الرئيس أردوغان أثبت أنه قادر على أن يدافع عن مصالح بلاده، ومواجهة التحديات مهما كانت كبيرة”.
ووصف يوسف موقف بعض الدول العربية من عملية “نبع السلام”، بأنه “مُخيّب للآمال، ويتساوق مع رغبة الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية”.
في السياق نفسه، قال الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني، أمين أبو وردة، إن الاتفاق التركي الأمريكي يمثل “نكسة” للموقف العربي المعارض لعملية “نبع السلام”.
وأضاف أبو وردة :” الاتفاق حقق هدف تركيا الرئيسي في شمال سوريا، ويُشكّل انتصارا على الأرض”.
وتابع:” الاتفاق يؤكد أن تركيا صاحبة قرار في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لا يمكن لها أن تتجاهلها”.
وقال:” تركيا حققت انتصارا عسكريا ودبلوماسيا”.
وأضاف:” الالتزام بالاتفاق يعني أن العملية العسكرية انتهت، وحققت تركيا مرادها”.
وأوضح الإعلامي الفلسطيني أن الاتفاق والنصر التركي “نكسه للمعارضين العرب لعملية نبع السلام”، مشيرا إلى أن الاتفاق يثبت أن القوى التي سيطرت على شمال شرق سوريا، مرتبطة بصانع القرار الأمريكي.
بدوره، قال سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات السياسية بالضفة الغربية (غير حكومي)، إن تركيا حققت مجموعة من الأهداف من خلال الاتفاق.
وأضاف:” في البداية، الاتفاق جاء بعد وقت زمني قصير من انطلاق عملية نبع السلام، ما يعطي مؤشرات أولها أن تركيا استطاعت أن تمسك بزمام الأمور من خلال أوراق قوة، وفرضت نفسها في المعادلة الدولية والإقليمية”.
وثانيا، بحسب “بشارات”، حققت تركيا هدفها الأساسي من العملية المتمثل بالمنطقة الآمنة.
وثالثا: استطاعت تركيا أن تواجه كثير من المواقف العربية والإقليمية الرافضة للعملية، وحققت هدفها التي انطلقت من أجلها، بحسب بشارات.
وبيّن أن “تركيا استطاعت أن تُضفي الصبغة القانونية الدولية على عملية “نبع السلام”، من خلال الاتفاق.
والخميس، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، واستهداف العناصر الإرهابية.
جاء ذلك في بيان مشترك يضم 13 مادة، حول شمال شرق سوريا، عقب مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وأخرى بين وفدي البلدين.
وذكر البيان، أن تركيا والولايات المتحدة تؤكدان علاقاتهما كعضوين وثيقين في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وأن الولايات المتحدة تتفهم هواجس تركيا الأمنية المشروعة حيال حدودها الجنوبية.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرارفي المنطقة.