المتاحف هي جزء من ذاكرة الشعوب وشاهد على تاريخ البلدان، إذ لا يخلو بلد في العالم من المتاحف التي تختلف أشكالها لنجد ما هو فني وتاريخي وعلمي، وعادة ما تعرض المتاحف أشهر القطع الأثرية على مر العصور وروائع المنحوتات واللوحات الفنية التي خلدها التاريخ والتحف العالمية النادرة التي لا تقدر بثمن.
لكن ما رأيك في التقاط سلفي مع مرحاض فكتوري؟ أو القيام بنزهة في المجاري الباريسية؟ أو الاستمتاع بخصلات شعر النساء؟ أو الذهاب في رحلة الى عالم الأموات والتعذيب؟ ماذا عن مشاهدة أبشع التشوهات البشرية؟
سنكتشف معاً أغرب وأبشع متاحف العالم.
1- متحف المراحيض – نيودلهي، الهند
يهدف متحف سولابة للمراحيض إلى تسليط الضوء على مشاكل قطاع الصرف الصحي في الهند. وقد تأسس سنة 1992 على يد المصلح والناشط الاجتماعي بيند سوار باتاك.
يحتوي هذا المتحف الذي تديره منظمة سولابة الدولية لشؤون البيئة ،مجموعة نادرة من القطع المرتبطة بالصرف الصحي، مثل الأواني والأثاث وأدوات الشطف والمراحيض التي تعود إلى 4.500 سنة.
كما يقدم لمحة تلخص التطور التاريخي والتكنولوجي للحمامات إضافة إلى آداب المرحاض وظروفه الصحية وعادات وتقاليد استعمالاته على مر العصور.
والمضحك أنك ستجد قصائد شعرية عن المراحيض وصور ولوحات خلدت ذكرى استعمال التوالات.
يستقبل المتحف يوميا الكثير من الزوار من مختلف أنحاء العالم وهو يعتبر وجهة سياحية هامة في الهند.
أعتقد أن صورة السلفي بجانب مرحاض فكتوري ستكون فكرة رائعة !
2- متحف المجاري – باريس، فرنسا
بينما يقصد العشاق باريس -عاصمة الأنوار والحب- للاستمتاع بعطلة رومنسية تفوح منها رائحة أجمل العطورات العالمية التي لا تنسى، يختار البعض التجول في المجاري الباريسية! إن كنت تفكر في الرائحة، لا تقلق فهي ليست نفاذة أو كريهة جدا كما يخيل إليك!
يعود بناء البالوعات في باريس إلى القرن التاسع عشر، وقد أصبحت مزاراً سياحياً منذ سنة 1889. ويقدم المتحف رحلة تعليمية داخل جدران المجاري حول تاريخ الصرف الصحي في باريس وتطور مواسير البالوعات منذ القرن الرابع عشر.
وستجد داخل أنفاق المجاري التي تحتوي على 26 ألف فتحة دخول ،مختلف الماكينات والآلات التي كانت تستعمل في تنظيف الصرف الصحي ونماذج مصغرة توضح كيفية مرور المياه إضافة إلى صناديق زجاجية تضم كل أنواع الفئران والحشرات والزواحف التي تتخذ من المجاري بيتاً لها.
3- متحف شعر النساء – أفانوس، تركية
نشأ متحف شعر النساء سنة 1979 على يد صانع فخار تركي يدعى شيز غاليب.
القصة بدأت عندما فارق حبيب حبيبته التي قدمت له خصلة من شعرها عله يتذكرها دائماً، لكن الحبيب لسبب ما لم يقبل الهدية فتركها لصديقه غاليب الذي وضعها في الطابق العلوي من دكان الفخار الذي يملكه.
أثَرت الحكاية جداً في غاليب الذي كان يكررها مراراً وتكراراً على مساء النسوة من زوار المدينة. وبعد سماع قصة الحب الحزينة كن يقصصن خصلات من شعرهن ويعلقنها في دكان غاليب مع كتابة أسمائهن وعناوينهن.
مع مرور السنين اشتهر المكان وبدأ يقصده العديد من السياح، ويحتوى الآن على أكثر من 16 ألف خصلة شعر لنساء من مختلف بلدان العالم.
يضم المتحف إلى جانب خصلات الشعر التي تغطي الجدران والسقف بعض الأواني الفخارية. كما يقوم بقرعة سنوية لاختيار خصلة شعر تمكن صاحبتها من العودة إلى أفانوس والاستمتاع بتعلم فنون صناعة الفخار.
4- متحف العلاقات الفاشلة – زغرب، كرواتيا
فراق الحبيب أو الصديق أو حتى العائلة من الأمور الصعبة جدا التي نواجهها في الحياة لكن الذكريات التي تجتاح القلب لتسكنه بعد الفراق أصعب بكثير.. من منا لم يذق ألم الفراق ومن منا لم يتشبث بهدية غائب لن يعود أبداً.
بعد قصة حب دامت لأربعة سنوات افترقا حبيبان كرواتيان أولينكا فيستيكا ودرازين غروبيسيك، فقررا مواساة كل من يعاني ألم الفراق والحب، بدءاً من أصدقائهما ومشاركة العالم قصص حب، بعضها مضحكاً وبعضها الاخر مؤلماً.
ويهدف المتحف إلى تجاوز الماضي والتخلص من الذكريات مهما كانت صغيرة.
جمع الحبيبان السابقان سنة 2006 مجموعة كبيرة من القطع المادية وغير المادية التي تعود إلى علاقات فاشلة، مثل مفاتيح وملابس محترقة وأثاث محطم ودمى ورسائل غرامية وهدايا عيد الحب، ثم انطلقا في جولة حول العالم لسماع المزيد من القصص وجمع الكثير من الأشياء.
سنة 2010 اتخذ المتحف المتجول من مبنى في كرواتيا مقراً له ليصبح أول متحف خاص في زغرب، بعد أن رفضت وزارة الثقافية الكرواتية تبني الفكرة. وهو يعمل كامل أيام الأسبوع على عكس المتاحف الأخرى ويشهد إقبالاً متواصلاً.
5- متحف التجسس الدولي – واشنطن، الولايات المتحدة الأميركية
تأسس المتحف سنة 2002، وهو المتحف الوحيد في العالم الذي يسلط الضوء على مهنة غير مرئية، لكنها أثرت في التاريخ القديم وما يزال لها تأثير كبير على مجريات الأحداث العالمية، ألا وهي الاستخبارات أو التجسس.
يعرض هذا المتحف التاريخ العالمي للاستخبارات والدور الذي لعبه أكبر وأشهر جواسيس العالم. كما يقدم نماذج وصور وأفلام عن أهم معسكرات التدريب وأبرز عمليات التجسس السرية والتقنيات والاستراتيجيات والخطط التي وضعت منذ الحرب العالمية الأولى.
ويحتوي على أكبر مجموعة من أدوات التجسس والسيارات والأقمار الصناعية.
يلقى متحف التجسس رواجاً كبيراً رغم غلاء تذاكر الدخول مقارنة ببقية متاحف العاصمة واشنطن المفتوحة مجانا أمام الجميع. سعر التذكرة لشخص واحد يتراوح بين 21.95 دولار و14.95 دولار.
6- متحف التعذيب – أمستردام، هولندا
المتحف الأشهر في العالم المخصص لعرض أدوات التعذيب المختلفة التي تعكس التاريخ المظلم لأوروبا خلال القرون الوسطى. ورغم بشاعة كلمة تعذيب إلا أن هذا المتحف يبعث الامل خاصة للشعوب التي مازالت تحارب من أجل افتكاك الحرية.
تأسس المتحف سنة 1988 وهو عبارة عن قبو مظلم يشبه المقابر الجماعية يحتوي على 40 آلة تعذيب كانت تستعمل في القتل أو الإجبار على الاعتراف. من بينها قناع لتهشيم الجمجمة وكرسي المسامير وتمثال حديدي يوضع داخله المعتقل وبراميل الإغراق البطيء والمشنقة والمقصلة وكذلك مقصات الثدي المخصصة للنساء فهن أيضا لم يسلمن من التعذيب.
لكن كل تلك الآلات لم تستطع إخماد صوت الأوروبيين الذين حاربوا من أجل الخروج من الظلومات والوصول إلى الحرية.
7- مستشفي الأمراض العقلية – ميزوري، الولايات المتحدة الأميركية
افتتح سنة 1967 في مستشفى قديم للأمراض العقلية بولاية ميسوري الأميركية. تعود الفكرة إلى جورج غلور أحد العاملين في قسم الأمراض العقلية والنفسية الذي صنع نماذج مصغرة تحاكي الأجهزة البدائية المستخدمة منذ القدم لعلاج الأمراض النفسية.
يعرض المتحف مجموعة مخيفة ومرعبة من النماذج التي توثق العلاج النفسي منذ قرون مثل عجلة عملاقة تدور 48 ساعة دون توقف كانوا يربطون المرضى بها وكرسي مهدئ للأعصاب يُربط إليه المريض مدة 6 أشهر متتالية وأحواض مياه جلدية.
الجولة داخل المتحف تدوم ساعة ستسمع خلالها صراخ متواصل لمرضى لم يعد لهم أثر مما سيشعرك بالجنون والخوف.
8- متحف المقبرة – باليرمو، إيطاليا
هل تريد الذهاب في رحلة الى عالم الأموات ؟أو هل تريد مشاهدة فلم رعب حقيقي من بطولتك؟ ما عليك سوى اقتطاع تذكرة سفر إلى المدينة الإيطالية باليرمو والذهاب مباشرة إلى متحف المقبرة الذي لا يسكنه سوى الأموات بأفواههم المفتوحة وأعينهم المقتلعة.
ستجد في استقبالك أمواتاً ينتمون إلى الطبقة البرجوازية الثرية، يرتدون ملابس وأحذية جميلة وربطات عنق وفساتين زفاف. نساء ورجال وأطفال كلهم ينتظرون وصولك.
يعود هذا المتحف الى القرن السادس عشر ويحتوى على 8 آلاف جثة محنطة لأثرياء باليرمو الذين عاشوا بين الفترة الممتدة بين القرنين 17 و19. ويستقبل سنويا الآلاف من الزوار.
تقول الأسطورة الايطالية أن الكونت ديك ونيلا بنى تلك المقبرة تخليدا لجثث زوجته وطلفه بعد تسبب مرض الملاريا في موتهما ثم اتبعه بقية سكان بالارمو من الأثرياء فحنطوا هم أيضا موتاهم. كما تشير بعض الخرافات الى أن العديد من العائلات كانوا يزورون المقبرة لتغيير ملابس الموتى حتى يظهروا دائماً في أبهى صورة.
9- متحف التشوهات الطبية أو متحف دوبوترين – باريس، فرنسا
أسسه عالم التشريح والجراحة غيوم دوبيوترن سنة 1835 يحتوى على مجموعة متكون من 6 آلاف قطعة تتوزع بين صور وهياكل عظمية وجثث وأجنة وأعضاء بشرية مشوهة إضافة إلى توائم ملتصقة ونماذج لرؤوس بشرية بها عيوب خلقية غريبة كما يوجد أيضا أوعية بها عقول بشرية.
يعتبر من أكثر المتاحف إثارة للرعب والصدمة. عليك زيارة هذا المتحف فوراً بعد زيارة متحف المقبرة!