اسماعيل كايا / اسطنبول
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضيفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، مفاوضات دامت لأكثر من ست ساعات في منتجع «سوتشي» على البحر الأسود.
وكان بوتين أعلن في مستهل لقائه بأردوغان أمس، أن المحادثات ستكون طويلة وشاقة «فالوضع في المنطقة ليس سهلاً، ونحن جميعاً نتفهم هذا»، ولم يكن من الواضح المدة التي يمكن أن تستغرقها المفاوضات بين الجانبين.
الكرملين يعلن أنهما درسا مقترحا ألمانيا لإنشاء منطقة حماية دولية
وعقب اللقاء أكد بوتين التوصل إلى حلول «حاسمة» مع اردوغان حول سوريا. وقال إن «روسيا تعتقد أن قوى خارجية أججت المشاعر الانفصالية في شمال سوريا»، في إشارة إلى واشنطن وقوى أخرى، وإنه من «المهم عدم استفادة الإرهابيين من العملية التركية في شمال سوريا، وتحقيق استقرار دائم في سوريا لن يتحقق إلا من خلال احترام وحدة أراضي هذا البلد». وأضاف أن محادثاته مع أردوغان أسفرت عن قرارات مهمة جداً بالنسبة لسوريا. وشدد «يجب إخلاء سوريا من الوجود الأجنبي غير القانوني».
من جهته قال أردوغان: لقد أبرمنا تفاهما تاريخيا مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين. وأمل أردوغان أن تفتح اللجنة الدستورية الباب أمام تحول سياسي شامل يلبي التطلعات المشروعة للسوريين. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتفاق على تسيير دوريات روسية – تركية في شمال شرقي سوريا.
وكان الكرملين أعلن قبل لقاء الرئيسين أنهما سيدرسان مقترح وزيرة الدفاع الألمانية انغريت كرامب – كارنباور الداعي إلى إنشاء منطقة حماية دولية في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.
ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن المقترح مبادرة جديدة، لكن ليس هناك موقف منها بعد.
تزامناً أكد أكراد سوريا التطبيق الكامل لشروط وقف إطلاق النار مع تركيا شمال سوريا. وقال القيادي ريدور خليل لوكالة فرانس برس «لقد قمنا بالإلتزام الكامل بشروط وقف إطلاق النار مع الجانب التركي وفق الاتفاقية بينهم وبين الولايات المتحدة، وقمنا بسحب جميع قواتنا العسكرية والأمنية من منطقة العمليات العسكرية، الممتدة من رأس العين شرقاً حتى تل ابيض غرباً».
وفي واشنطن، أكد مسؤول أمريكي، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أبلغ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في رسالة «سحب جميع قوات وحدات حماية الشعب» من المنطقة الحدودية.
من جهته أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس دعمه للمقاتلين الأكراد «الذين يتصدون لهجوم تشنه أنقرة» في شمال شرقي سوريا، من دون أن يسمّيهم. وقال الأسد في تصريحات أدلى بها خلال زيارته خطوط الجبهة الأمامية ضد الفصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) «نحن مستعدون لأن ندعم أي مجموعة تقوم بمقاومة شعبية ضد العدوان التركي». وهاجم الرئيس التركي بشدة ووصفه باللص.