بمبادرات عملية، تنخرط في إطار الدينامية المجتمعية، التي تعيشها البلاد في راهنها، ووعيا بالوضعية الخاصة والاستثنائية، التي أضحت تسائل أدوار الدولة والمؤسسات والمجتمع، بشأن قضايا وهموم الفئات العريضة، من شباب المغرب.
دخل شباب مبادرات الشباب المغربي شبيبة جبهة القوى الديمقراطية جامعتهم الخريفية التي انطلقت أشغالها من 05 إلى غاية 10 نونبر 2019 بالمركز الوطني للتخييم بالغابة الدبلوماسية بطنجة رافعين شعارا قويا ” نجاح النموذج التنموي الجديد رهين بإشراك الشباب”وهم مؤمنين بضرورة إيصال رسالتهم لكل الشباب المغربي من أجل الانخراط الفعال في الدينامية الجديدة التي تحدوها البلاد، وتضمن برنامج هذه الجامعة الخريفية، مجموعة من المحاور الهامة تراوح بين السياسي والثقافي والفني والرياضي، مجسدة في ندوات علمية وفكرية وورشات عمل للتكوين والتأطير.

كما تميزت هذه الجامعة بترؤس مصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية لقاءا تواصليا مع المشاركات والمشاركين ضمن هذه المحطة المهمة ،حيث ومنذ المؤتمر الوطني الخامس لمبادرات الشباب المغربي، المنعقد شهر شتنبر 2018 بالسعيدية، أضحت الجامعات الفصلية، التي تنظمها شبيبة الحزب، مدرسة حقيقية في التكوين والتأطير، بأطرها وبرامجها المنفتحة على اهتمامات وتطلعات الشباب المغربي، والمتفاعلة مع محيطها المجتمعي.
.ولم تغب عن الجامعةأيضا وضمن فعالياتها فقرات فنية ورياضية متنوعة من ابداع الشباب. معبرين أيضا عن مدى اهتمامهم بمختلف القضايا حيث شكلت الجامعة فضاء حقيقيا لتلاقح الافكار وتبادلها وشكلت محطة تأكيد على أن مبادرات الشباب المغربي ملتصقة بهموم الشباب وأن هذا الأخير لايحتاج سوى الفرصة للتعبير عن مكنوناته وتطلعاته وطموحاته.
وفي هذا الصدد، نوه الأمين العام بكل المجهودات التي يقوم بها شباب جبهة القوى الديمقراطية كبنية موزاية للحزب، مشيرا إلى تصور جبهة القوى الديمقراطية للنموذج التنموي الجديد وضرورة إشراك الشباب ومثمنا عاليا منسوب تفاعلهم و انخراطهم في عمل الحزب تنظيميا وتأطيريا للجماهير، ومشجعا على مزيد من التعاطي والقرب من المجتمع، لخلق وعي جماعي تكتنفه الرغبة في المشاركة في حل مشاكل المواطن اليومية، وعلى رأسها قضايا التعليم والتكوين والتشغيل والصحة، موجها نداء أخويا إلى كل شباب البلاد للانخراط الجدي في الحياة السياسية، وعدم فتح المجال أمام تجار العواطف و النقد المجاني الهدام لكل المجهودات ولكل من يخالفهم الرأي، موجها النصح للجميع بمد الأيادي لكل غيور على مصالح الوطن والمواطن بعيدا عن المزايدات السياسوية غير المنتجة لأي قيمة مضافة للإنسان المغربي.
لقد شكل فضاء الجامعة الخريفية بطنجة لهذا العام، حلقة وصل بين مختلف الأجيال، و بين مختلف جهات المملكة من شمالها إلى صحرائها، بهاجس الإقبال على المعرفة السياسية برغبة منقطعة النظير، تعطي الأمل و الطمأنينة في المستقبل. مثل هذا الملتقى الشبابي أيضا فضاءا عموميا وطنيا لتبادل الخبرات والأفكار؛ للتشاور والقراءة الجماعية التي تمتد من عمقنا التاريخي وتستوعب الحاضر من أجل المستقبل؛ للتفاؤل والتنافس من أجل خلق التصورات والرؤى؛ للاستفادة من تجارب المخضرمين في الحزب عبر مختلف محطاتهم في بناء التنظيم؛ للاستماع إلى المعاناة التي تخيم في مناطق عدة؛ لمزيد من الارتباط بالشأن العام؛ لطرح الأسئلة ومحاولة وضع منهجية الإجابة عنها. لقد كان هذا الملتقى الوطني بمثابة فسيفياء وطنية تعبر عن الرغبة الوجدانية العميقة في العيش المشترك، وعن غنى الثقافة المغربية وصمودها أمام المحاولات اليائسة لزحف أفكار التشتيت وقطع الأرحام والأوصال، وتعبيرا صادقا عن الانتماء وعن رغبة الحوار والتداول بكل حرية وصراحة. إلى جانب ذلك كله، كانت الدورة درسا شاملا عميقا نظريا و عمليا للممارسة السياسية في بلادنا، من منظور تراكمات حزب جبهة القوى الديمقراطية، أطر حلقاته ونقاشاته ثلة من خيرة أطر التنظيم، منفتحين على باحثين متخصصين في مختلف مناحي المعرفة.
ومن منطلق كون مبادرات الشباب المغربي شبيبة جبهة القوى الديمقراطية هيئة موازية للحزب وجزء لا يتجزأ من تصوره التنظيمي، فإنها تعبر من جديد عن وعيها التام والعميق بضرورة الانخراط الفاعل والإيجابي بنفس استشرافي للمستقبل، لمطارحة كل القضايا الوطنية التي يهتم بها الحزب، وتعبر عن جاهزيتها الكاملة في التعبئة من أجل مزيد من رص الصف الداخلي، بما يعزز مكانة جبهة القوى الديمقراطية داخل المشهد السياسي والحزبي ببلادنا، وتناشد شباب المغرب إلى الإقبال على المشاركة السياسية، وعلى نبذ خيار الحياد السلبي غير المفيد، والذي لا يلبي سوى رغبات تيارات الشعبوية العدمية القاتلة، من منظور أن العمل السياسي مستمر، إذا لم يمارسه الشباب بوعي فسيمارس عليهم دون إرادتهم.
وحرصا على التفاعل مع مختلف الأفكار والملفات الوطنية المستعجلة، فإن شباب جبهة القوى الديمقراطية يعتبرون أن المدخل الحقيقي لأي تصور تنموي جديد، يجب أن يرتكز على رؤية تردم ثغرات المنظومة الاجتماعية، وتلبي مطالب الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، باعتبارها منافذ لخطاب اليأس، ومسوغات للارتماء في أحضان خطاب التطرف والكفر بالوطن، يتعين المشاركة في التصدي لها وفق مقاربة اقتصادية واجتماعية ذات وجه انساني.