الرباط — قال، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، في لقاء لحزبه بمدينة القصر الكبير، إن الأخيرة “لم تأخذ حظها من التنمية في جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى جانب مدن العرائش والقصر الصغير وقصر المجاز وتارجيست والجبهة التي اعتبرها مدنا لكن بدون مقومات المدينة، مشيرا إلى أن برنامج “100 يوم 100 مدينة” يستهدف المدن الصغيرة والمتوسطة التي تفوق ساكنتها 50 ألف نسمة. وأضاف العلمي أن المدن الكبرى بجهة الشمال قد نالت نصيبها من التنمية، وعلى رأسها طنجة وتطوان والحسيمة، ثم في الدرجة الثانية مدن المضيق والفنيدق ومرتيل، مشيرا إلى أن حزبه يريد تسجيل القصر الكبير ضمن المدن المتطورة في المغرب خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأشار الوزير السابق إلى أن هذا اللقاء “يبتغي الاستماع إلى المواطنين بخصوص مشاكل مدينتهم، وفق مقاربة جديدة تنطلق من المجتمع، حيث سيتم تقديم الإشكاليات والأوليات والمقترحات التي سيقترحها المشاركون، ضمن برنامج سيتبناه الحزب ويدافع عنه”، وفق تعبيره.
من جانبه، قال حسن الحسناوي، المنسق المحلي للحزب ونائب رئيس بلدية القصر الكبير، إن “مدينة القصر الكبير التي تضم 160 ألف نسمة، لا توجد فيها أي وحدة صناعية، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي بالمدينة هو أحد الأسباب التي تدفع شباب المنطقة إلى الهجرة السرية”.
وأشار المتحدث إلى أن القصر الكبير “هي أول مدينة في جهة الشمال تستقبل برنامج “مائة يوم مائة مدينة””، مطالبا بإحداث مناطق صناعية كمثيلاتها بمدن الشمال، مشددا على أن الصحة بالإقليم تعرف نقصا حادا في الموارد البشرية، على حد قوله.
عبد الله أبو عوض، منسق ورشات برنامج “مائة يوم مائة مدينة” بالقصر الكبير، أوضح في كلمته، أن حزب الأحرار حمل على عاتقه إعادة روح السياسة للشباب وإعادة الاعتبار للممارسة السياسية بهذا البلد، مشيرا إلى أن طموحه هو أن يكون الأحرار “ورقة الصلح بين المغاربة والسياسة”.
ويأتي لقاء حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة القصر الكبير، في إطار البرنامج الذي أعلنه سابقا “مائة يوم مائة مدينة”، وذلك تزامنا مع لقاءين في مدينتي قصبة تادلة وآسفي، بعدما كان البرنامج قد حط الرحال سابقا بمدن دمنات وأزيلال وبيوكرى، حيث بقول الحزب “يسعى إلى تشخيص المشاكل والتحديات التي تعيشها المدن الصغيرة والمتوسطة”.
اللقاء عرف مشاركة ممثلين عن هيئات شبابية ومهنية محلية، ونشطاء بالمجتمع المدني، حيث انقسموا إلى ورشات قدم خلالها المشاركون تشخيصهم للمشاكل التي تواجهها مدينة القصر الكبير وضواحيها، واقتراحاتهم بخصوص المجالات ذات الأولية التي تتطلب معالجتها مستقبلا.
وعرف اللقاء حضور المنسق الجهوي للحزب رشيد الطالب العلمي، إلى جانب عضوي المكتب السياسي عمر مورو، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومصطفى البكوري رئيس فريق الأحرار بمجلس المستشارين، إضافة إلى المنسقين الإقليميين للحزب بجهة الشمال.
وعبّر عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي للحزب بجهة بني ملال -خنيفرة، اليوم السبت، أمام ما يناهز 400 مشاركة ومشارك في برنامج “100 يوم 100 مدينة” بمدينة تادلة، عن اعتزازه بحضورهم الوازن في هذه المناسبة، التي تجسد مقاربة حزب “الأحرار” المتفردة في التعاطي مع قضايا مناضليه والمتعاطفين معه من خلال الإنصات إلى مشاكلهم والاستماع إلى حلولهم وتطلعاتهم.
واعتبر الشطبي أن صوت سكان مدينة قصبة تادلة ومقترحاتهم ستكون، من خلال مشاركتهم في هذا البرنامج، في صلب البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي سيتضمنه البرنامج الانتخابي للحزب.
وأضاف المسؤول الحزبي أن “تادلة -التاريخ تستحق أن تعود إلى سابق عهدها وتحظى بالمكانة التي تستحق”، بعدما شكر المشاركين على صراحتهم في التشخيص الواقعي والمسؤول للوضع الاقتصادي والاجتماعي والتراجعاتالتي شهدتها المدينة.
وقال مصطفى بوقوباين، المنسق المحلي للحزب في تادلة، إن “اختيار جهة بني ملال -خنيفرة لإعطاء انطلاقة هذاالمشروع لم يأتِ عبثاً، بل هو إشارة قوية من حزب “الحمامة” من أجل إيلاء مناطق المغرب العميق الأهمية المطلوبة جراء الإهمال الذي طالها بسبب السياسات السالفة”.
ومن جهته، ناشد، فؤاد الشافعي، عن التنسيقية المحلية للحزب بتادلة، ساسة المدينة “الرقي والترفع عن “المهاترات”التي جعلت المدينة حبيسة تصفية حسابات سياسية ضيقة أفقدتها رسالتها التأطيرية، مبتعدة بذلك عن دورها الطلائعي في تخليق الحياة السياسية وتكوين شباب يرقون إلى مستوى نقاش الطرح السياسي، بدل تجديد الأتباعلإنتاج كتائب إلكترونية تخلق ندوبا في العلاقات وتمس بالتماسك الاجتماعي المطلوب والطبيعي”.
وأكد الشافعي أنه “منذ تولي رئيس الحزب الأمانة العامة لـ”الأحرار” وهو يفاجئ، إلى جانب أعضاء مكتبه السياسي، المغاربة والهيئات السياسية، بكل أطيافها، بإستراتيجيات العمل الميداني المتنوع ذي صفة الفرادة فيالتعامل مع معضلات الواقع المغربي، بأسلوب سياسي راق وجريئ، مبدأه الأساسي الإنصات إلى الآخر بكل حرية”.
في كلمة ألقتها أمام الحاضرين في اللقاء التواصلي لقافلة “100 يوم 100 مدينة”، التي حطت رحالها مساء اليوم السبت 16 نونبر بمدينة آسفي، تحدثت عضوة المكتب السياسي للحزب نوال المتوكل، على أهمية اللقاء الذي خرج بمجموعة من الخلاصات سيتم رفعها للمكتب السياسي لبناء برنامجه الانتخابي المقبل وتقديم رؤيته الجديدة حول أعطاب التنمية بالمغرب.

وخاطبت المتوكل مختلف المشاركات والمشاركين في أشغال الورشات، والذين فاق عددهم الـ 400، قائلة: “سترفع أفكاركم للمكتب السياسي، وعلى ضوء توصياتكم سنبني برنامجنا، وسواء كنا في الحكومة أو خارجها سندافع على تنزيل هذا البرنامج”.
المتوكل، التي حضيت باستقبال حار وتفاعل الحاضرين مع مداخلتها، أكدت أنها لاحظت أن الخطاب الذي طغى على أشغال الورشات كان سوداويا، واسترسلت: “ولهذا نعدكم بأن نبدل الجهد لتدارك ما فات وإصلاح الأعطاب من خلال إشراككم في التشخيص عبر طرح المشاكل والمساهمة في إيجاد الحلول”.
وكان من الطبيعي أن يطغى الجانب الرياضي على مداخلة نوال المتوكل، كونها كانت بطلة كبيرة في ألعاب القوى وهي المتوجة بالميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجلس سنة 1984، مؤكدة أن مدينة آسفي أعطت مجموعة من الأبطال العالميين في رياضة ألعاب القوى على غرار الأخوين إبراهيم وخالد بولامي، إضافة إلى رشيد رمزي الحائز على بطولة العالم في مسافة 1500 متر، غير أنه قرر الهجرة وتمثيل منتخب البحرين، متسائلة عن الأسباب التي تجعل الأبطال الرياضيين يهاجرون نحو آفاق أرحب يديرون ظهرهم للمغرب.
وكجواب ضمني على تساؤلها، شدّدت عضو المكتب السياسي للحزب على ضرورة تطوير البنية التحتية الرياضية بالمدينة من خلال إنشاء مسابح وقاعات رياضية وملاعب القرب، من أجل توفير الفضاءات الملائمة للرياضيين.