عقد وفد من قيادة جبهة القوى الديمقراطية، يتقدمه الأمين العام للحزب مصطفى بنعلي، ومحمد سعد، وفاطمة الزهراء شعبة، اليوم (الثلاثاء)، لقاء عمل بسفارة روسيا بالرباط، مع السفير لروسيا لدى المملكة المغربية. وذلك في إطار سلسلة اللقاءات الترافعية، التي تعقدها قيادة الجبهة، حول تطورات قضية والوحدة الوطنية، في ضوء قرار مجلس الأمن رقم 2494 بشأن الوضع في الصحراء.
واستعرضت قيادة جبهة القوى الديمقراطية، في هذا اللقاء، الذي يأتي بمبادرة مستقلة من الحزب، باعتباره حساسية مجتمعية التطورات الإيجابية التي تعرفها هذه القضية، التي تحظى بإجماع وطني راسخ، وما تطرحه من انتظارات للمغاربة على روسيا للعب دور تاريخي في هذه المرحلة، بما يستجيب لعمق ومتانة العلاقات الثنائية التاريخية، التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، والتي تميزت لقرون بالتقدير والتعاون، والخلو من الشوائب والأزمات
كما استحضر وفد الحزب التوجهات الدبلوماسية للمغرب، بفضل التوجيهات الملك محمد السادس، والتي اعتمدت استراتيجية تنويع شراكات المغرب، في اتجاه تعزيز أواصر التعاون والتبادل الثنائي بين المملكة المغربية ودولة روسيا الاتحادية، انطلاقا من الزيارة التاريخية إلى موسكو، سنة 2002، وما أنتجته من دفع قوي لمسار التعاون المنتج بين البلدين، برعاية الملك الرئيس بوتين، بما يؤسس لعلاقات ثنائية واعدة، تراعي المصالح العليا للبلدين والشعبين، وتتجاوز اعتبارات الحرب الباردة وتقسيماتها.
وذكرت قيادة جبهة القوى الديمقراطية بمضامين القرار 2494، وسعيه إلى الدفع بمسلسل التسوية الأممي لقضية الصحراء المغربية، كما ذكرت قيادة الحزب بموقف روسيا من القرار، ومن القرارات الثلاثة الأخيرة، معبرة عن تطلع المغاربة في أن تعمل روسيا مستقبلا على تعزيز التحول المسجل في موقف المنتظم الدولي الداعم لجهود الأمم المتحدة في سعيها لإيجاد حل سياسي وواقعي وعملي ودائم، بما يكرس أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي حظيت بالتأييد منذ طرحها، اعتبارا لكونها جدية وذات مصداقية.
يذكر أن هذا اللقاء مر في أجواء تبعث على الارتياح لمستقبل التعاون بين الطرفين، بفضل التفاعل الخلاق الذي عبر عنه السفير بشأن مرافعة الحزب حول القضية الوطنية الأولى للمغاربة، مؤكدا احترام وتقدير روسيا للشعب المغربي ولقيادته، ومتفهما لمواقف المغرب والمغاربة بالنسبة لقضية الصحراء باعتبارها قضية إجماع مقدس بالنسبة للمغاربة حكومة وشعبا، مذكرا في نفس الأن بمبدئية التعاطي الروسي مع مختلف القضايا المطروحة على دول وشعوب المنطقة، وتطلعاتها المشروعة للاستقرار والتنمية.