على خلاف ما كان معروفا عن الأحزاب السياسية من أدوار طلائعية في التكوين والتأطير السياسي ، وتخريج للكفاءات والنخب السياسية القادرة على تحمل المسؤولية وخوض غمار البناء الديمقراطي والمؤسساتي للدولة بمختلف مرافقها ومجالات إشتغالها.
فإن المتتبع للشأن الحزبي بالعالم ككل ، سيقف أمام العديد من المدارس الحزبية المختلفة فكريا والمتنوعة إديولوجيا، والتي تلعب أدوارها التكوينية بالشكل المناسب والصحيح .
لكن حينما نقف أمام الواقع الحزبي بالمغرب ، ما الذي سنجد ؟ هل هناك بالفعل منسق حزبي حقيقي يعكس مستوى التطلعات ؟ وهل المنسق الجهوي يقوم برسالته الحقيقية على أكمل وجه ؟ وهل يتم العمل بمبدأ الكفاءة والعمل الجاد.
الإنتماء للأحزاب السياسية مرهون بمدى تواصل المنسق الجهوي مع المناضلين، وتواجد مقرات مفتوحة للتأطير والتكوين، وموقع كل مناضل (منسق) داخل الحزب السياسي له عدة اعتبارات من بينها الأنشطة التي يقوم بتأطيرها على مدار السنة، إستقطابه لمنخرطين جدد داخل الحزب، التفاعل مع المؤتمرات المحلية والوطنية، تقديم استشارات ومقترحات لقيادة الحزب من شأنها النهوض قدما بوضعية الحزب بالجهة، العمل المتواصل داخل فروع الحزب من أنشطة ودينامية غير مسبوقة، وآخيرا الإحترام والتقدير المتبادل بين المنسق والمناضلين داخل الحزب السياسي.
ويبقى حزب التجمع الوطني للاحرار بين المدارس التي تُخرج الكوادر والكفاءات التي يحتاجها الوطن في الوقت الراهن.