الدكتور . عثمان الهرموشي / الرباط
إن مغربنا اليوم قطع أشواطا مهمة من التنمية التي كانت ضرورة حتمية من أجل ضمان التطور والتقدم، وذلك كان حسب نموذج كانت له خصوصيات المرحلة التي كان يعيشها المغرب، إلا أن اليوم وبإقرار أعلى سلطة في البلد لا بد من إعادة تجديد هذا النموذج وإعطائه نفسا جديدا من أجل تلبية المطالب الاجتماعية التي أصبحت تكبر يوما بعد يوم.
نصب جلالة الملك لجنة مكلفة بصياغة هذا النموذج التنموي تتألف من كفاءات عالية مشهود لها على الصعيد الوطني والدولي، لكن لا يجب على الأحزاب السياسية أن تجلس وتتفرج بل عليها أن تبدع أيضا من أجل إنتاج تصورها لهذا النموذج التنموي الذي هو في حذ ذاته أمل كل المغاربة من أجل تحسين ظروفهم الاجتماعية وضمان لأجيالنا المستقبلية مغربا متقدما ومتطورا.
المطلوب اليوم هو رعاية الرأسمال البشري، من خلال الحكامة الجيدة وإعادة الثقة للمواطن وجعله مرتاحا إذا مرض له ابنه ومطمئنا على ابنته من حيث مستوى التعليم في المدرسة، ومتفائلا عند ولوجها سوق الشغل وكل هذا يجعلنا اليوم مجبرين على جعل هذه المجالات الاجتماعية من أولويات النقاش.
وفي هذا السياق، أقول إنه ليت النقاش كان أعمق، ليتنا نناقش أفكارا واقتراحات ونفتح حوارات وطنية بين الأحزاب السياسية والمجتمع المدني من أجل إغناء النقاش في قضايا حقيقية، ليتنا اليوم نبتعد عن الوقوف على جمل كان سياقها بريئا من كل التأويلات التي نراها ونجعلها موضوعا لنقاش لن يفيد بقدر ما نحتاج لملاحظات وبدائل لما تم عرضه من مقترحات على المستوى الاجتماعي.
إن هذه الطموحات لن تنال إذا بقيت الأحزاب السياسية تتراشق في ما بينها، لن تنال إذا بقينا رهائن النقاشات الفارغة. لا بد اليوم أن نرتقي إلى الوعي بكون الممارسة السياسية هي في الواقع تراشق في الأفكار، تضارب في البرامج، تفاعل دائم مع المجتمع وبالتالي علينا اليوم أن نكون على أتم الوعي بالظرفية الدقيقة التي تحتم على الطبقة السياسية التعامل معها بوعي سياسي كبير، بعيدا عن منطق الضرب تحت الحزام الشيء الذي يزيد من فقدان الثقة في الكائن السياسي، وهنا أذكر أن كل ما نراه اليوم هو حقيقة ردود فعل لمشاكل اجتماعية في المظهر وأزمة ثقة في السياسة في الجوهر.
المغرب يحتاج اليوم إلى الوقوف كرجل واحد، الجميع اليوم كيفما كان لونه مطالب بالعمل من أجل هذا البلد الذي يفقد شبابه في البحار من أجل البحث عن حياة أفضل، وهذا بالضبط رهاننا الذي يتمثل في جعل هؤلاء الشباب يتمتعون بحياة أفضل في بلادهم الأم.