أنقرة : نفى مسؤول تركي “بشكل قاطع” أن يكون الرئيس رجب طيب أردوغان قد وصف قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليمانيبـ”الشهيد”، وذلك عقب تأكيد وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية حصول ذلك في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأمر الذي أثار حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم العربي بشكل خاص.
مساء السبت، أعلنت وكالة الأنباء التركية الرسمية (الأناضول) أن أردوغان بحث مع نظيريه الإيراني حسن روحاني، والعراقي برهم صالح، العلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة في اتصالين هاتفيين منفصلين،واكتفت بالقول إن الاتصالات تركزت حول “المستجدات في المنطقة”.
لكن وكالة الأنباء الإيرانية (فارس) التي أوردت تفاصيل أكثر عن الاتصال، ادّعت أن “أردوغان أعرب عن التعازي والمواساة باستشهاد الفريق قاسم سليماني قائد قوة القدس لحرس الثورة الاسلامية، وأكد أنه تأسف وتأثر بعمق لفقدان الشهيد سليماني وأنه يدرك استياء وغضب الشعب الايراني والقائد ورئيس الجمهورية”.
وأضافت الوكالة الإيرانية: “بيّن اردوغان أنه شاهد مراسم التشييع المهيب للشهيد سليماني من التلفزيون العراقي”، وأضاف أن “كل هذه الصور أشارت بوضوح العلاقة القلبية واهتمام الشعب العراقي بالفريق سليماني، وأنا بدوري أطلب له من الله الرحمة والمغفرة”.
وفي السياق ذاته، نشر حساب رسمي تابع للسفارة الإيرانية في أنقرة تغريدة جاء فيها أن أردوغان قد التعازي إلى روحاني “باستشهاد قاسم سليماني”، وحمل جملة اقتباسية على لسان أردوغان يصف فيها سليماني بـ”الشهيد”.
هذه الأنباء فجرت حالة واسعة من الغضب لدى شريحة واسعة من الأتراك والعرب، الذين كتبوا تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا فيها عن “صدمتهم” من وصف أردوغان -لو كان صحيحاً- وبينما هاجم جانب منهم أردوغان بشدة، طالب آخرون بالتروي للتأكد من دقة الخبر، قبيل اتخاذ موقف من أردوغان بناءاً على ما جاء في الخبر.
شبكة تلفزيون “تي آر تي وورلد” الرسمية التركية، نقلت عن مصدر تركي مسؤول لم تكشف اسمه نفيه “بشكل قاطع” أن يكون أردوغان قد وصف سليماني بـ”الشهيد” خلال الاتصال الهاتفي مع روحاني، معتبراً أن هذه الأنباء عارية تماماً عن الصحة.
ولفت المصدر إلى أن أردوغان الذي هاتف روحاني من أجل حثه على خفض التوتر ومنع تصاعد الأحداث في المنطقة قدم التعازي إلى روحاني بمقتل سليماني كونه يحمل صفة رسمية في إيران وفق الأصول الدبلوماسية، لكنه لم يستخدم مصطلح “شهيد”.
وعقب اغتيال سليماني، تأخر صدر أول موقف رسمي لساعات طويلة، وجاء أولتعقيب تركي رسمي على الحادثة بعد قرابة يوم كامل على لسان وزارة الخارجية التي أصدرت بياناً رسمياً، قبل أن يصدر تعقيب عن الناطق باسم الرئاسة، في حين لم يصدر أي تعقيب مباشر على لسان أردوغان حول اغتيال سليماني حتى الآن، كما لم تتضمن البيانات الرسمية إدانة صريحة لاغتيال سليماني، وركزت على الحث على احتواء التصعيد.
وكان بيان الخارجية أعرب عن قلق تركيا العميق حيال التوتر الأمريكي الإيراني المتصاعد في المنطقة، وحذر البيان من أن تحويل العراق لساحة صراع سيلحق الضرر بالسلام والاستقرار في العراق وفي المنطقة على حد سواء، معتبراً أنه “من الواضح أن العملية الجوية الأمريكية ستفاقم انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة.. على الجميع أن يعلم بأن خطوات التصعيد من هذا القبيل تهدد الاستقرار في منطقتنا، وستزيد من دوامة العنف وتضر كافة الأطراف”.
من جهته، كتب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عبر تويتر: “كما صرح الرئيس رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، فإن الأخطاء المتتالية في الآونة الأخيرة والمواقف الطائفية والتدخلات الخارجية تهدد السلام والاستقرار العالميين”، معرباً عن قلق بلاده الكبير من تحول الجارة العراق إلى مكان توتر وعدم استقرار وتوسعة نفوذ، كما حذر من أن الهجوم الذي استهدف سليماني وآخرين سيؤجج التوترات والصراعات الجديدة في المنطقة.
كما أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وقالت مصادر دبلوماسية تركية، السبت، إن الوزيرين تناولا موضوع مقتل سليماني.