امال لكعيدا / صحافية مغربية
التحكيم: لائحة حكام الصف الأول في بطولتنا، يتصدرها الحكم الدولي رضوان جيد، وهو ما يفسر تعيينه لقيادة المباريات الحساسة والحاسمة.. لكن مستوى الرجل في الفترة الأخير بات مقلقا، سواء في تعامله مع اللاعبين داخل الملعب بعصبيته وصرامته الزائدة والمستفزة، أو خلال تطبيقه للقوانين، حيث يكفي التذكير بأنه شهد على نهاية موسم لاعبين مؤثرين في الرجاء والوداد، في ظرف أقل من شهر، دون أن ينال المتدخلان في حقهما أي إنذار!
مباريات كثيرة، عرفت إعلان ضربات جزاء لعرقلات خارج مربع العمليات، فيما تم التغاضي عن أخرى لمس فيها مدافعون الكرة إلى درجة احتضانها في نفس المنطقة، وأهداف تحتسب من تسللات بالأمتار وأخرى تُرفض رغم أنها سليمة، وهو ما جعل من التحكيم مادة دسمة، تثير علامات استفهام كثيرة في كل جولة، وفي أكثر من مباراة، فباتت القاعدة أن التحكيم سيء حتى تثبت جودته، عكس السنوات الماضية التي كانت فيها الاحتجاجات على هذا الورش موجودة لكن محدودة!
الفار: وعد فوزي لقجع بأن لا ينطلق الموسم الجاري بدون فار، فانطلف فعلا بدون فار! وشهدنا على مصائب تحكيمية من قيمة ما اعتبره فوزي أخطبوط فساد عندما تحدث عن أوضاع المنافسة داخل الكاف..
تأخر الفار، لكنه سيحضر في شطر الإياب، بعد أن عرف الذهاب أخطاء تحكيمية مؤثرة في نتائج مجموعة من المباريات، واغتنى رصيد فرق دون أخرى بالنقاط.. الفار إذن، سيحضر ليضفي الشرعية المفقودة على تتويج البطل، كأول بطل توّج بوجود الفار!
البرمجة: لم تجد الجامعة، من خلال العصبة، حرجا في تأجيل انطلاق منافسات الموسم الجاري شهرا كاملا عن موعده المحدد والمُرسَل للأندية التي عسكرت واستعدت وفقا له لتاريخه، لتخرج لجنة البرمجة اليوم، وهي في ورطة حقيقية، لتجبر الأندية بإنهاء شطر الذهاب قبل 12 فبراير، وخوض الأندية الملتزمة بالمنافسات القارية والعربية (الرجاء فيهما معا) مباريات ماراتونية، دون استراحة او التقاط للأنفاس، لتدفع بذلك الفرق ثمن قرار التأجيل غير محسوب العواقب!
فوضى البرمجة أفرزت لنا اليوم ملفا ساخنا على طاولة لجنة التأديب، تداخل فيه الوطني والرياضي والحسابات الضيقة والواسعة، ويتعلق الأمر بملف مباراة الرجاء والدفاع الحسني الجديدي الذي أظهر لنا قصورا تدبيريا من الأجهزة المعنية بالموضوع!
⚖️التأديب: لجنة التأديب والروح الرياضية، لم تسلم هي الأخرى من الانتقادات في تعاطيها مع حالات مشابهة بعقوبات مختلفة أحيانا، أو تماطلها في إصدار أحكام ضد لاعبين بداعي “تعميق التحقيق” (حالة الحداد الذي تأجل توقيفه إلى ما بعد مشاركته في الديربي)..
الجامعة تورطت هي الأخرى بتدخلها في مهام اللجنة بشكل فاضح (حالة التكناوتي والمحليين)، عندما صدرت عقوبة توقيف اللاعب 3 أشهر عن المشاركة مع المنتخبات بقرار من المكتب المديري للجامعة وليس لجنة التأديب، ودون استناد لأي نص قانوني يتماشى مع الحالة..
قانون الأجانب: أثارت مختلف تعاقدات الأندية مع اللاعبين الأجانب جدلا واسعا حول ما إذا كان هؤلاء يستجيبون لشرط الـ10 مباريات دولية.. شيكاتارا قبل سنوات ومالانغو اليوم وحالات أخرى، وعدت الجامعة بفتح تحقيق معمق فيها عبر مراسلة الفيفا للحصول على السجل الدولي لأجانب البطولة، لكن “التحقيق” طاله النسيان، ولم تعلن الجامعة عن أي جديد بخصوصه إلى الآن!
بطولتنا اليوم، تشبه كل شيء، إلا منافسة رياضية شريفة وذات مصداقية بشكل كامل.. هذا المعطى، ومهما أحسنتَ المتتبع الظن بالدوري المغربي والمتداخلين فيه، لا بد أن تجد نفسك واقفا عنده على الأقل مرة أو اثنتين في كل موسم.. أما في صفوف الجماهير، فنظرية المؤامرة باتت هي السائدة في المشهد..
في الفقرات السابقة، أوراش حيوية داخل الدوري المغربي، كانت تتعرض لوعكات صحية في عهد رؤساء الجامعة السابقين، لكن اليوم، في عهد فوزي لقجع، هاته الأوراش أصيبت بأمراض مزمنة، خصوصا بعد إحداث العصبة الاحترافية التي زكت معضلة ازدواجية المصالح وحالات التنافي، في الرئاسة والعضوية!
بطولتنا اليوم، يُتخيّل لمن يغوص في خباياها، أنها مرتع لتبييض الملايير التي تُسيّر بها.. أو منصة حزبية للقيام بحملات انتخابية سابقة لأوانها، من خلال التأمل في الأشخاص الذين يؤثثون المشهد في “المُورُوكَن ليغ”.