أحيت السفارة الأذربيجانية بالرباط الذكرى الثلاثين لمأساة 20 يناير بمقر السفارة حضره مجموعة من الشخصيات الديبلوماسية وخريجي جامعات باكو كما واكبته تغطية إعلامية للترويج بأهمية الحدث الوطني الأذربيجان وكان من المشاركين كما جرت العادة طاقم جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية
وفي هذا السياق تُصادف اليوم الذكرى الثلاثون للمجزرة السوفيتية في حقّ مسلمي أذربيجان، والتي قُتل خلالها المئات، كما تمّ تدمير أكثر من 200 منزلٍ في ليلةٍ واحدة ولا يزال الشعب الأذربيجاني يُعاني حتى الآن من آثارها.
وتُعدّ مأساة 20 يناير 1990 الدموية، جوهر الميلاد الحقيقي لجمهورية أذربيجان، حيث قام الجيش السوفييتي بارتكاب مذبحة بحقّ مُتظاهرين أذربيجانيين مُسالمين وغير مسلحين، الذين ثاروا ضد الاستبداد مطالبين بكرامتهم وحريّتهم، ولقي خلالها، وفقاً للتقديرات الرسمية، 137 مدني أذربيجاني حتفهم كما جُرح 800 شخص وأصبح المئات الآخرون في عداد المفقودين، لذلك لم يكن نيل الاستقلال وتحقيق تطلّعات الشعب الأذربيجاني للعيش بحرّية وكرامة أمراً سهلاً على الإطلاق.
لقد أزعج الشعب الأذربيجاني قيادة الاتحاد السوفيتي السابق التي كانت تُمارس ضده سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية وتعمل على عزله عن العالم الإسلامي، عندما رفع صوته بغضب لإقرار الحق والعدالة وتأكيد عزمه على التخلّص من القيود الإمبريالية، مما دفعها للقيام بعدوان عسكري دموي تمّ خلاله اعتقال المدنيين، وقتل وجرح مئات الأشخاص منتهكين بذلك القانون الدولي وقوانين البلاد.
في 21 يناير، بعد يوم من المذبحة أدلى الزعيم الوطني الأذربيجاني، مؤسس دولة أذربيجان المستقلة حيدر علييف ببيان أمام التمثيلية الدائمة لأذربيجان في موسكو، أدان فيه حكومة الاتحاد السوفيتي التي نفّذت المذبحة في باكو والقيادة غير الكفؤة لأذربيجان. كما أدانت القوى التقدمية في العالم بشدة أيضاً هذا الإرهاب القاسي والوحشي الذي عانى منه الشعب الأذربيجاني.
وفي جلسة تاريخية عُقدت في الثامن عشر من أكتوبر لعام 1991، أصدر المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان بالإجماع، القانون الدستوري الذي يقضي باستقلال جمهورية أذربيجان. وقد تحولت أذربيجان اليوم إلى قائد إقليمي وشريك جدير بالثقة في العلاقات الدولية، وذلك بفضل الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية الثابتة والحكم الرشيد والإدارة الفعالة للبلاد.
في 5 يناير 1994أوصى مرسوم رئيس جمهورية أذربيجان “بشأن إحياء الذكرى الرابعة لمأساة 20 يناير”، كما أدان قرار المجلس الوطني الصادر في 29 مارس 1994 العمل الدموي واعتبره بمثابة عدوان عسكري وجريمة على يد النظام الشيوعي الشمولي من أجل قمع حركة التحرر الوطني في أذربيجان وكسر ثقة الشعب وإرادته.
لقد ضحى الشعب الأذربيجاني بالعديد من الشهداء من أجل حريته واستقلاله. لكن إرادته لم تنكسر ولم تهتز روحه الوطنية. وخلال تلك المذبحة كتب أبناء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استقلال البلاد وحريتها وتطورها المزدهر، سطوراً خالدة في كيفية حماية المصالح الوطنية، وسجّلوا بشهاداتهم صفحات رائعة في السجلات البطولية للشعب الأذربيجاني.
تقدر أذربيجان شجاعة هؤلاء الأبناء والبنات الأبطال تقديراً سامياً وتكرّم أرواحهم وتحيي ذكراهم دائماً.