فاطمة البودالي / كاتبة مغربية
في السنيين الأخيرة طفت على الساحة العامة قضايا و فضائح اجتماعية تناولتها مواقع التواصل الإجتماعي غالبا ما يكون أفرادها شخصيات عمومية، مسؤولين و حقوقيين، غالبا ما يتعمد فيها الإعلام التشهير أكثر من نقل وقائع و أحداث خاصة، قد لا تهم المواطن المغربي في شيء ، غير أن ما يثير الانتباه في هذه القضايا هو وضعية المرأة المغربية في المجتمع، الطرف الأضعف في كل هذه القضايا و التي لطالما حاول الإعلام المغربي و الأحزاب المغربية تلميع صورتها، و تقديمها بأنها أصبحت حرة مستقلة، تتمتع بجميع حقوقها و تحضى بمكانة مرموقة في المجتمع، إلا أن وضعها الحقيقي لم يتغير عن ما كانت عليه أيام الجاهلية، حيث ينظر للمرأة كأداة للمتعة و الإنجاب فقط، و غير قادرات على القيادة و التسيير و ارتقاء المناصب العليا رغم كفائتها العليا، باستثناء النساء المحظوظات بعائلات من دار العرس كما يقال و اللواتي توضعن في مناصب أكبر من حجمهن لكي تثبت بعض الأحزاب و المؤسسات أنها تعمل بالمساواة بين المرأة و الرجل و تكافئ الفرص بينهما ، فالمراة المغربية رغم تعليمها العالي إلا أنه لا زالت تحمل وزر اخطاء و هفوات و حماقات الرجل، فهي من أخرجت الرجل من الجنة، و هي من يغرر بالرجل و تسرق الزوج من زوجته، حتى أصبحت المرأة المتهمة الأولى في قضايا الخيانة الزوجية لأنها هي الشيطان الذي أغرى الرجل ليقع في المحظور حتى أصبحت تنعت بأن المرأة عدوة المرأة، و هي الملامة في قضايا التحرش و الاغتصاب لأنها خرجت بلباس معين و في وقت متأخر ، فمن خلال كل تلك القضايا التي تنشر امام الراي العام و التي عرت على نظرة المجتمع للمرأة و مكانتها، و كيف انه لازال أمامنا الكثير لتحظى المرأة المغربية بمكانتها الحقيقية التي يجب ان تحترم فيها، بعيدا عن الرواسب التي ترسخت في الذهن المجتمعي، و لكي نصل إلى هذا المستوى الراقي يجب أن ينخرط الجميع رجالا و نساءا من خلال تربية النشأ على تقديس المرأة و الاعتناء بها، يجب تغيير العقليات عن طريق التوعية من طرف المجتمع المدني و المؤسسات النسوية، المرأة هي نصف المجتمع الذي يصنع النصف الآخر فإذا تدهورت مكانتها تدهور معها المجتمع بأكمله.