فاطمة البودالي / كاتب مغربية
في هذا اليوم المشؤوم الذي اجتمع فيه ترامب ونتنياهو للإعلان عن بصقتهم في وجوه العرب، الذين لازالوا يقتلون بعضهم البعض من أجل السلطة و التسلط ونشر استبدادهم على الشعوب العربية، فبعد ربيع عربي لم يزهر أتى على الأخضر و اليابس و أحرق جميع قوارب العودة إلى وطن عربي آمن، و بعدما ثارت الشعوب العربية على الاستبداد و احتكار السلطة و المال، وصرخوا من شدة الجوع والفقر و قسوة العيش، خرج انتهازيون من جحورهم لينقضوا على الحكم في البلدان العربية بعدما أطاحت الثورات العربية بزعمائها المستبدين وبعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا و إيران و دول الحلف الاطلسي تدعي مساعدة الشعوب العربية من أجل الحرية و العيش الكريم، و وضعت يدها في أيدي انتهازيين يريدون الانقضاض على الحكم، هنا كانت فرصة الولايات المتحدة في دعمهم مع جعل الأوضاع المتردية و الاقتتال يستمر لإضعاف الدول العربية و شعوبها حتى ينشغلوا بأوضاعهم الداخلية التي تعرف صراعات دموية لا نهاية لها، استفردت اسرائيل بالفلسطينيين، وطوال السنين الماضية و فور انفجار الثورات العربية في الشارع العربي، كانت هي تقوم بمهاجمة الفلسطينيين بالأسلحة الكيماوية في شهر رمضان من كل سنة تحت أعين العالم، والبلدان العربية منشغلة في الاقتتال فيما بينها، أمريكا تتدخل في كل مرة بدريعة محاربة الإرهاب الذي صنعته كفزاعات تخيف بها حكام الدول العربية كالسعودية والامارات العربية و مصر لكي تهرع إلى أحضانها طالبة الحماية و حماية دكتاتورياتها، السعودية والامارات تملك المال و لا شيء غير المال الذي تجنيه من آبار البترول، لم تستطع أن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة و القوية لان لا صناعة لديها و لا علم أو تكنولوجيا، لا شيء سوى أموال تحت عباءاتهم الفضفاضة و المجون و حياة البذخ التي اعتادتها، رغم كل تلك الأموال لم تستطيعان ان تبني دول قوية، قادرة على مواجهة كل تعد على حقوق العرب و المسلمين و استرجاع الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصهاينة، فمن أجل السلطة و المال بيعت القضية الفلسطينية من تحت عباءات السعودية و الامارات و بوجه مكشوف للسيسي الذي قدم خدمات جليلة لأمريكا و اسرائيل كثمن لاستمرار حكمه العسكري على مصر، كل شيء مباح، القتل و الاستبداد و بيع الذمم، باع الأرض و الماء و منع حتى الهواء على الشعب المصري، و زرع الخوف في احشائهم، و لم يستطيعوا بعدها حتى التنديد بسياسة العبودية، هكذا تم تشتيت الأمة العربية و الإسلامية، و هكذا تم تشريد الشعوب العربية داخل و خارج أوطانها، لقد تم إضعاف العرب و المسلمين و طأطأت الرؤوس، و كانت الفرصة الذهبية لإسرائيل و أمريكا لكي يصفعوا العرب على خدهم الأيمن و يبصقوا على خدهم الايسر وعيونهم منكسرة، اليوم وقف ترامب بكل عنجهية يستقوي على العرب و المسلمين يخاطب العرب و المسلمين و يحذرهم من إعادة خطأ 1948 و عدم الاعتراف باسرائيل او الرد على بصقتهم ، كما وجه للفلسطينيين إنذارا بطعم التهديد بأنها فرصتهم الاخيرة التي لا يجب أن يضيعوها، ترامب الذي لم يستطع حتى مواجهة الكونجرس او الإعلام الأمريكي الذي أصبح فيه موضوع سخرية، شعوب تحررت من العبودية وصنعوا دولة قوية و شعوب اعتادت العبودية حتى حكامها لم يستطيعوا رفع صوتهم و لا حتى رفع اياديهم إلا لرفع أطراف العباءات الفضفاضة حفاظا على حياة البذخ و المجون….. اليوم فقط بعد صفعة القرن يستفيق الفلسطينيون و يعلنون عن توحيد الصف بين كل الفصائل لمواجهة الاحتلال الصهيوني، بعدما تعرضوا للخيانة و الخذلان من إخوانهم العرب، إعلان يبعث بصيص من الأمل للدول العربية لكي تحقن دماء شعوبها و تحررهم من عبوديتهم و خنوعهم لان كرامتهم و استقلالهم و حريتهم من يمنحهم القوة للتصدي لكل غصب أو دوس للكرامة و السيادة، قوة الحاكم من قوة شعبه و كرامة الحكام من كرامة شعوبهم.
لا لبصقة القرن
لا لصفقة الذل